وفي
حديث آخر قال رسول الله a: (الصّلاة مثنى مثنى، تشهّد في كلّ ركعتين وتخشّع، وتضرّع،
وتمسكن، وتذرّع([292]) وتقنع([293]) يديك ـ يقول: ترفعهما إلى
ربّك مستقبلا ببطونهما وجهك ـ وتقول: يا ربّ يا ربّ! ومن لم يفعل ذلك فهو كذا وكذا)([294])
وقد
اعتبر الإمام السجاد ذلك من حقوق الصلاة، فقال: (فأما حقوق الصلاة، فأن تعلم أنها
وفادة إلى الله، وأنك فيها قائم بين يدي الله، فإذا علمت ذلك كنت خليقا أن تقوم
فيها مقام العبد الذليل الراغب الراهب الخائف الراجي المستكين المتضرع المعظم مقام
من يقوم بين يديه، بالسكون والوقار، وخشوع الاطراف، ولين الجناح، وحسن المناجاة له
في نفسه والطلب إليه في فكاك رقبته التي أحاطت بها خطيئته، واستهلكتها ذنوبه، ولا قوة
إلا بالله) ([295])
وهكذا
ورد في السنة العملية لرسول الله a وأئمة الهدى، فقد ورد في صفة صلاة
رسول الله a أنه كان (إذا قام إلى الصلاة يريد وجهه خوفا من الله تعالى، وكان
لصدره أو لجوفه أزيز كأزيز المرجل)، وفي رواية: (كان إذا قام إلى الصلاة كأنه ثوب
ملقى) ([296])
وورد
في صفة صلاة الإمام علي أنه (إذا حضر وقت الصلاة يتزلزل ويتلون، فيقال له: مالك يا
أمير المؤمنين؟ فيقول: جاء وقت أمانة الله التي عرضها على السماوات والارض