responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 158

بل إن معنى هذه الكلمات، أن تتأدب مع الله تعالى حين دعائك له، حتى لا يكون نظرك لما تطلب أعظم من نظرك لمن تطلب.. وحتى لا تشتغل بالنعمة التي تطلبها عن المنعم الذي تطلب منه.

وهذا هو الأدب الذي يجعلك تشعر بأن مجرد دعائك لله، وتذللك بين يديه مكسب من المكاسب العظيمة، ولا تهتم بعدها، هل تحقق مطلبك الذي طلبته أم لم يتحقق، لأن مجرد دعائك لله كاف في تحقيق جميع مطالبك.

ولهذا تجد أدعية رسول الله a وأئمة الهدى من بعده مليئة بالمعارف الإلهية، لأن القصد منها ليس تحقيق المطالب الحسية المحدودة فقط، وإنما تنبيه القلب إلى العظيم الذي تتوجه إليه بالدعاء.

فقد ورد في الحديث أن رسول الله a كان إذا كربه أمر، يقول: (يا حيّ يا قيّوم، برحمتك أستغيث) ([278])

وروي أنه كان يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع، ورب الأرض، ورب العرش الكريم)([279])

وكان يقول: (ما أصاب عبدا قطّ همّ ولا حزن، فقال: اللهمّ إنّي عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسم هو لك، سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي


[278] الترمذي (3524)

[279] البخاري (الفتح 11/ 6345) ومسلم (2730)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست