responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 154

الدعا و المناجاه

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الدعاء والمناجاة، وارتباطهما بالتزكية والترقية، والتخلق والتحقق، وعن آدابهما في الظاهر والباطن، وعن سر النصوص المقدسة الواردة في فضلهما، وطلبت مني أن أرشدك إلى بعض الأدعية والمناجيات التي يفيدك التزامها وترديدها في تربية نفسك وتهذيبها والرقي بها.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الدعاء من الوسائل العظمى لتهذيب النفس وتزكيتها وتصحيح مسارها لتسير إلى ربها على السراط المستقيم الذي هيأه لها، والذي لا يمكن أن تتحقق بالكمالات المتاحة لها من دونه.

وهو لذلك، أعظم من أن يقتصر دوره على تحقيق الحاجات، أو تبليغ الأمنيات، بل هو سلم يرقى بك إلى سموات الكمالات، لتطلع على الحقائق من مرائيها الصقيلة التي لم تدنس.

ولذلك ورد الأمر به في النصوص المقدسة، واعتبر الغافل أو المستغني عنه مستكبرا، كما قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]

وأنت ترى ـ أيها المريد الصادق ـ كيف قرن الله تعالى الدعاء بالعبادة، واعتبر ترك الدعاء استكبار، ولا أقبح من هذا الاستكبار، وكيف يستكبر العبد عن دعاء من هو خالقه، ورازقه، وموجده من العدم، ومحييه، ومميته، ومثيبه، ومعاقبه، وخالق العالم أجمع.. فلا شك أن هذا الاستكبار طرف من الجنون، وشعبة من كفران النعم)([270])


[270] تحفة الذاكرين للشوكاني ص28.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست