اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 152
ومثله
قال الشيخ أحمد زروق: (ولهذا اختاره المشايخ [ أي الذكر بالاسم المفرد ] ورجحوه
على سائر الأذكار وجعلوا له خلوات ووصلوا به إلى أعلى المقامات والولايات وإن كان
فيهم من اختار في الابتداء (لا إله إلا الله) وفي الانتهاء (الله الله) ([263])
ومثله
قال الشيخ الغرناطي الكلبي: (وأما الأسماء التي معناها الاطلاع والإدراك كالعليم
والسميع والبصير والقريب وشبه ذلك فثمرتها المراقبة وأما الصلاة على النبي a فثمرتها شدة المحبة فيه
والمحافظة على اتباع سنته وأما الاستغفار فثمرته الاستقامة على التقوى والمحافظة
على شروط التوبة مع إنكار القلب بسبب الذنوب المتقدمة) ([264])
ومثله
الشيخ زكريا الأنصاري، وقد قال بعضهم يصف ذكره لله: (ومنهم شيخ الإسلام الشيخ
زكريا الأنصاري الخزرجي أحد أركان الطريقين الفقه، والتصوف، وقد خدمته عشرين سنة
فما رأيته قط في غفلة ولا اشتغال بما لا يعني لا ليلا، ولا نهاراً، وكان رضي الله
عنه مع كبر سنه يصلي سنن الفرائض قائماً، ويقول لا أعود نفسي الكسل، وكان إذا جاءه
شخص، وطول في الكلام يقول: بالعجل ضيعت علينا الزمن، وكنت إذا أصلحت كلمة في
الكتاب الذي أقرؤه عليه أسمعه يقول: بخفض صوته (الله الله) لا يفتر حتى أفرغ) ([265])
ومثله
الشيخ عبد الرؤوف المناوي، فقد قال (قالوا وليس للمسافر إلى الله في سلوكه أنفع من
الذكر المفرد القاطع من الأفئدة الأغيار وهو الله) ([266])
وقال:
(ويقعد فارغ القلب مجموع الهم ولا يفرق فكره بقراءة ولا غيرها بل يجتهد أن لا يخطر
بباله شيء سوى ذكر الله فلا يزال قائلا بلسانه: (الله الله) على الدوام مع حضور
قلبه إلى أن ينتهي إلى حالة يترك تحريك اللسان ويرى كأن الكلمة جارية عليه ثم يصير
إلى أن ينمحي أثره من اللسان فيصادف قلبه مواظبا على الذكر ثم تنمحي صورة اللفظ
ويبقى