اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 150
ذكر الاسم المفرد له دور كبير في تأكيد
مشروعيته، لأن غرض الأذكار ليس سوى تزكية الإنسان وتربيته ووصله بربه.
وقد
ذكر الغزالي تأثير هذا الذكر، واهتمام مشايخ التربية به في عصره، فقال: (وعند ذلك
يلقن الشيخ المريد ذكرا من الأذكار حتى يشغل به لسانه وقلبه فيجلس ويقول مثلا
(الله الله) أو سبحان الله سبحان الله أو ما يراه الشيخ من الكلمات؛ فلا يزال
يواظب عليه حتى تسقط حركة اللسان، وتكون الكلمة كأنها جارية على اللسان من غير
تحريك، ثم لا يزال يواظب عليه حتى يسقط الأثر عن اللسان وتبقي صورة اللفظ في القلب،
ثم لا يزال كذلك حتى يمحى عن القلب حروف اللفظ وصورته وتبقى حقيقة معناه لازمة
للقلب حاضرة معه غالبة عليه قد فرغ عن كل ما سواه) ([256])
وقد
نقل عنه قوله يحكي عن بداية سلوكه، وعلاقتها بالاسم المفرد: (لقد أردتُ في بداية
أمري سلوك هذا الطريق بكثرة الأوراد، والصوم والصلاة، فلما علم الله صدق نيتي، قيض
لي ولياً من أوليائه قال لي: يا بُـني، اقطع عن قلبك كل علاقة إلا الله وحده، واخل
بنفسك، واجمع همتك وقل: الله الله الله)([257])
وهكذا
ذكر في كتابه [المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى] حين تحدث على اسم الجلالة
(الله)، فقال: (ينبغي أن يكون حظ العبد من هذا الاسم التأله وأعني به أن يكون
مستغرق القلب والهمة بالله عز وجل لا يرى غيره ولا يلتفت إلى سواه ولا يرجو ولا
يخاف إلا إياه وكيف لا يكون كذلك وقد فهم من هذا الاسم أنه الموجود الحقيقي الحق وكل
ما سواه فان وهالك وباطل إلا به) ([258])