اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 146
التركيب. لأنه في الواقع
منادى، والمنادى عندهم من أقسام الكلام المفيد، لأنهم أولوا حرف النداء بمعنى
أدعو، وحذفه جائز وشائع في لغة العرب، وكثيرًا ما يدعو المقام لحذفه لزوما، كما في
القضية هنا مراعاة لما تطلبه منا الآداب القرآنية والتعاليم الإسلامية، التي قد يكون
منها للسادة الصوفية أكثر مما لغيرهم)([247])
وبناء على هذا يمكن اعتبار
ذاكر الاسم المفرد، وكأنه يقول: يا الله ارحمنا، أو اغفر لنا أو نحو ذلك، واستدل
له بما ذكره النحويون في هذا، وهو معروف مشهور([248]).
ومنها أن استدلال المخالف
باشتراط النقل من فعل السلف صعب جدا ذلك أنه (لا يتأتى حصر ما كان يجري على ألسنة
السلف من صيغ الأدعية والأذكار، حتى نستطيع أن نقول هذا الاسم لم يكن ذكرًا للسلف
على سبيل القطع، أو هذا الاسم كانوا لا يرونه ذكرًا، كل ذلك لقصورنا عن الإحاطة
بجميع ما كان يجري على ألسنتهم في خلواتهم وجلواتهم وسقمهم وعافيتهم، ومن البعيد
أن نعتقد كون الصحابة ما كان يمر على ألسنتهم اسم الجلالة مكررا (الله الله) برأهم
الله من مثل ذلك)([249])
الاسم المفرد وأدواره
التربوية:
تلك بعض الأدلة التي يمكنك
أن تعرف بها مشروعية ذكر اسم [الله]، وإن كان عجيبا أن تُطرح هذه المسألة، ذلك
أنها من الوضوح بحيث لا تحتاج أي دليل يدل عليها؛ فاسم الله من العظمة والقداسة ما
لا يمكن أن يقاس به أي اسم من الأسماء، ولذلك كان له وحده من التأثير ما لا يمكن
تصوره.