اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 141
و أبلغ شاهد يُعتمد عليه
في هذا الحديث، (هو مجيء لفظ الجلالة مكررًا فكان صريحا في إرادته ذكر ذلك الاسم،
أما لو جاء غير مكرر لاحتمل أن يكون المراد به، حتى لا يبقى على وجه الأرض من
يعتقد وجود (الله) أما مع وجود التكرار فلا احتمال)([230])
وعلى فرض أنه لا يوجد في
الشرع الشريف أي دليل على جواز تكرار ذلك الاسم، (فكذلك لا يوجد فيه أيضا ما يفيد
المنع من تكراره على اللسان، أو مروره على القلب، بل ليس في الشرع على ما يظهر ما
يمنع من تكرير أي اسم من أسماء المحدثات، إذا صح هذا، فكيف يوجد ما يمنع من التلفظ
باسم من أسماء الله الحسنى ؟ فحاشا أن يوجد في الشرع ما هو قبيل هذه التعسفات
والتنطعات، التي تلزم المؤمن أن لا يردد اسم مولاه على لسانه، بأن يقول (الله
الله)، أو ما في معناه من بقية أسمائه)([231])
وهكذا
وردت الروايات الكثيرة عن الصحابة التي تدل على ذلك، ومنها ما روي عن عطاء قال:
كنت عند سعيد بن المسيب فذكر بلالا فقال: (كان شحيحا على دينه وكان يعذب في الله
عز وجل، وكان يعذب على دينه فإذا أراد المشركون أن يقاربهم قال: (الله الله) ([232])
وعن
ابن مسعود قال: (فما منهم من أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلالا فإنه
هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في
شعاب مكة، وهو يقول: (أحد أحد) ([233])
[230] ابن عليوة، القول المعتمد في
مشروعية الذكر بالاسم المفرد، ص19.