اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 142
وهكذا
كان شعار الصحابة في غزوة بدر (أحد أحد) ([234])
وقد كتب بعض
المشايخ رسالة في الرد على المنكرين على الذكر بالاسم المفرد، ذكر سبب كتابته لها،
فقال: (أما بعد أيها الأخ المحترم، فقد كنتُ تشرفتُ بزيارتكم صحبة صديق الجميع
حضرة الشيخ... وبمناسبة ما دار بيننا من الحديث، في تلك السويعات التي رأيتكم فيها
موغر الصدر على إخوانكم، حسبما لاح لي في ذلك الحين، لا لذنب ارتكبوه سوى أنهم
مولعون بإجراء الاسم المفرد على ألسنتهم، وهو قولهم: (الله)، فظهر لكم أن ذلك مما
يستحق عليه العتاب، أو نقول العقاب، لأنكم قلتم إنهم يلهجون بذكر ذلك الاسم
بمناسبة أو غير مناسبة، سواء عليهم في الأزقة، أو غيرها من الأماكن التي لا تليق
للذكر، حتى أن أحدهم إذا طرق الباب يقول: (الله)، وإذا ناداه إنسان يقول: (الله)،
وإذا قام يقول: (الله)، وإذا جلس يقول: (الله)، إلى غير ذلك مما جرى به الحديث)([235])
ثم رد عليه بوجوه
من الأدلة منها أن الذكر ورد في الشرع مطلقا لم يحدد (بوقت دون وقت، أو مكان دون
مكان، والمعنى أن سائر الأزمنة والأمكنة مناسبة لذكر الله، والإنسان مطلوب في جميع
ذلك بعمارة أوقاته، وبرفع لوازم الغفلة، من أن تستحكم على مشاعره وتستولي على
إدراكاته.. وبعبارة أخرى: إن الذكر محمود على كل حال، والغفلة مذمومة على كل حال) ([236])
ومنها ورود النصوص
القرآنية والنبوية الدالة على تحريم الغفلة والتحذير منها، وهو ما يقتضي ذكر الله
في كل الأحوال، ومنها قوله a: (ما من قوم
يقومون من مجلس لا