responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 139

مقصودا من ذاته، وإنما الغرض منه تنبيه القلب حتى يعيش معنى الذكر.

ولهذا ترى القرآن الكريم قد يستغني عن ذكر بعض الألفاظ التي لا تتم المعاني إلا بها، نتيجة حضورها في الذهن من غير حاجة لذكرها، هو ما يسميه العلماء مجاز الحذف، كقوله تعالى: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا﴾ [يوسف: 82]، فإن المراد الظاهر منها هو أهل القرية، وليس القرية بحد ذاتها..

ومثله قوله تعالى: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ﴾ [الفجر: 22] أي أمره أو عذابه أو ملائكته، لأن العقل دل على أصل الحذف، ولاستحالة مجيء الله تعالى عقلا، فالمجيء من سمات الحدوث.

وغيرها من الآيات الكريمة التي تستغني عن ذكر الكثير من التفاصيل بناء على ورودها في الذهن من غير حاجة للألفاظ التي تدل عليها.

وهكذا الأمر بالنسبة للذاكر لاسم الله، فهو يعبر أثناء ذكره لله عن معاني مختلفة ترد على نفسه أثناء ذلك الذكر.. فقد يكون حينها سائلا، أو منزها، أو مكبرا، أو مسبحا.. أو غيرها من المعاني التي لا يمكن حصرها أو التعبير عنها.

ولذلك ورد في دعاء كميل الذي علّمه الإمام علي للصحابي الجليل كميل بن زياد قوله: (يَا مَنِ اسْمُهُ دَواءٌ وَذِكْرُهُ شِفاءٌ)، وهو يعني أن اسم [الله] نفسه دواء.. أي هو الوسيلة التي يتحقّق من خلالها شفاء الصدور من أسقامها، ورقي الروح إلى بارئها، كما تتحقق به كل الحاجات في الدنيا والآخرة.

الاسم المفرد وأدلته الشرعية:

ولذلك، إياك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تعتقد أن اسم الله لا يختلف عن اسم زيد أو عمرو من الناس، فمعاذ الله أن يقول ذلك مسلم.

وكيف يقوله، والله تعالى يدعو في القرآن الكريم إلى ذكر اسمه صريحا، ومن دون

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست