اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 138
تشرع
من الأذكار ما يفيد بنفسه لا ما تكون الفائدة حاصلة بغيره) ([225])
بل
نقلت لي عن آخر ما هو أعظم من ذلك، حيث قال: (فإن إطلاق الجلالة منفردا عن إخبار
عنها بقولهم (الله الله) ليس بكلام ولا توحيد، وإنما هو تلاعب بهذا اللفظ الشريف
بإخراجه عن لفظه العربي ثم إخلاؤه عن معنى من المعاني، ولو أن رجلا عظيما صالحا
يسمى بزيد وصار جماعة يقولون (زيد زيد) لعد ذلك استهزاء وإهانة وسخرية، ولا سيما
إذا زادوا إلى ذلك تحريف اللفظ) ([226])
إلى
آخر النصوص الكثيرة التي نقلتها لي، وذكرت أنها لجهابذة العلماء وحفاظ الحديث،
وغيرهم، والذين لا يمكنني التشكيك في صدقهم وإخلاصهم واجتهادهم، لكني مع ذلك
يمكنني التشكيك في فهمهم، وفي الأدلة التي يعرضونها.
وأول
ذلك اعتبارهم اسم الله مشابها لاسم زيد أو عمرو.. ومعاذ الله أن يقال مثل هذا..
فزيد بشر، ولا يمكن التلفظ باسمه مجردا عن الغرض الذي ذكر لأجله.. واسم زيد قد
ينطبق على مئات وآلاف من الأشخاص.. وزيد لم يطالب بأن يسبح أو ينزه أو يقدس أو
يكبر..
أما
اسم الله فمختلف تماما، ذلك أن مجرد التلفظ به مع حضور القلب يجعل صاحبه حاضرا مع
الله، مستشعرا لوجوده وعظمته وكماله وتنزيهه وكل الحقائق التي تصل القلب به.
ولا
يضر أن لا يذكر تلك المعاني التي يستحضرها قلبه؛ لأن المطلوب الأصيل في الذكر هو
ذلك الشعور الذي يجده القلب، والذي يعين عليه اللسان.. فاللسان ليس