اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 137
الاسم المفرد
كتبت
إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تخبرني أنك بعد إرسال رسالتي السابقة إليك، والتي
أجبتك فيها عن معنى إحصاء الأسماء، وآثارها الروحية والتربوية، رحت تطبق ذلك على
بعض الأسماء الحسنى، وأنك قد رأيت تأثيرها الكبير عليك، وعلى ترسيخ معانيها في
نفسك.
لكنك
عند ذكرك لاسم [الله]، أو ما يطلق عليه [الاسم المفرد]، وبعد أن وجدت حلاوته في
قلبك إثر ترديدك الكثير له، وردتك نصيحة من بعض إخوانك، يذكر لك فيها بدعية ذلك
الترديد، وأن رسول الله a لم يفعله، وأن السنة في تركه، وذكر لك من مقولات العلماء ما يثبت
ذلك.
ومن
أهم ما ذكر لك من أدلة على ذلك أن الذكر بالاسم المفرد ليس مفيدا لمعنى من المعاني
بخلاف غيرها من الأذكار المفيدة لذلك، وقد نقلت لي قول بعضهم في هذا، حيث قال:
(الشرع لم يستحب من الذكر إلا ما كان كلاما تاما مفيدا مثل لا إله إلا الله ومثل
الله أكبر ومثل سبحان الله والحمد لله ومثل لا حول ولا قوة إلا بالله) ([224])، وقال: (وأما الاسم المفرد
مظهرا أو مضمرا فليس بكلام تام ولا جملة مفيدة ولا يتعلق به إيمان ولا كفر ولا أمر
ولا نهى ولم يذكر ذلك أحد من سلف الأمة ولا شرع ذلك رسول الله a ولا يعطى القلب بنفسه معرفة
مفيدة ولا حالا نافعا، وإنما يعطيه تصورا مطلقا لا يحكم عليه بنفي ولا إثبات فان
لم يقترن به من معرفة القلب وحالة ما يفيد بنفسه وإلا لم يكن فيه فائدة والشريعة
إنما