اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 132
وإن
كانت حاجته صد أعدائه الظلمة المستكبرين قال: (يا عزيز، يا جبار، يا قهار، يا
منتقم، ياذا البطش الشديد، يا فعال لما يريد، يا قاصم المردة، يا طالب، يا غالب،
يا مهلك، يا مدرك، يا من لا يعجزه شيء)
وإن
كانت حاجته طلب العلم والفهم والمعرفة، قال: (يا عالم، يا فتاح، يا هادي، يا مرشد،
يا معز، يا رافع)
ولهذا
يختم كل مقطع من مقاطع دعاء الجوشن الكبير بهذه الخاتمة (سبحانك يا لا الـه إلا انت الغوث
الغوث خلصنا من النار يا رب)
وهذا
الدعاء ـ أيها المريد الصادق ـ يشبه دعاء الذي يكاد يغرق؛ فهو يستعمل كل الوسائل
لنجاته، ولهذا روي أن الله تعالى أوحى إلى عيسى عليه السلام: (ادعني دعاء الحزين
الغريق الذي ليس له مغيث، يا عيسى، سلني ولا تسأل غيري، فيحسن منك الدعاء ومني
الإجابة)
ولذلك
كان ذلك الدعاء العظيم الذي يحتوي على مائة مقطع، وكل مقطع يحتوي على عشرة أسماء
من أسماء الله الحسنى تنتهي بطلب الإغاثة من أحسن وسائل الإحصاء والتعرف على الله
والتواصل معه.
ففيه
يقول العبد المتلهف مستغيثا بربه: (اللـهم اني اسألك باسمك يا الله يا رحمن يا
رحيم يا كريم يا مقيم يا عظيم يا قديم يا عليم يا حليم يا حكيم سبحانك يا لا الـه
إلا انت الغوث الغوث خلصنا من النار يا رب) ([219])
وفيه
يقول: (يا سيد السادات يا مجيب الدعوات يا رافع الدرجات يا ولي الحسنات يا غافر
الخطيئات يا معطي المسألات يا قابل التوبات يا سامع الاصوات يا عالم الخفيات يا