اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 133
دافع البليات)
وفيه
يقول: (يا خير الغافرين يا خير الفاتحين يا خير الناصرين يا خير الحاكمين يا خير
الرازقين يا خير الوارثين يا خير الحامدين يا خير الذاكرين يا خير المنزلين يا خير
المحسنين)
وفيه
يقول: (يا من تواضع كل شيء لعظمته يا من استسلم كل شيء لقدرته يا من ذل كل شيء
لعزته يا من خضع كل شيء لهيبته يا من انقاد كل شيء من خشيته يا من تشققت الجبال من
مخافته يا من قامت السماوات بأمره يا من استقرت الارضون بإذنه يا من يسبح الرعد
بحمده يا من لا يعتدي على اهل مملكته)
إلى
آخر الدعاء الذي يمكنك التزامه، والتأمل في الأسماء الحسنى الواردة فيه، والانفعال
لها؛ فهو من أحسن طرقك إلى ربك، ومن أكثر الأدعية اشتمالا على أسماء الله الحسنى.
ولا
يغرنك عن نفسك ـ أيها المريد الصادق ـ من يزهدك فيه لعدم ورود أحاديثه من طرق
بعينها.. فدين الله أعظم من أن يحتكره أحد من الناس.. والعبرة بالمعنى، وبالحقائق،
لا بتلك الطرق التي خلطت الحق بالباطل، والتنزيه بالتجسيم، والسنة بالبدعة.
الإحصاء التخلقي:
إذا
وعيت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن الإحصاء الرابع هو التخلق بأخلاقها، والانصياع العملي
لمقتضياتها، وقد اتفق على اعتبار هذا إحصاء كل الحكماء والعلماء وقد قال بعضهم
معبرا عن ذلك:(فهم معاني أسماء الله تعالى وسيلة إلى معاملته بثمراتها من: الخوف،
والرجاء، والمهابة، والمحبة، والتوكل، وغير ذلك من ثمرات معرفة الصفات)([220])