responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 130

ذلك أيضا ليس إلا لله تعالى فهو الحكيم الحق الذي دل على حكمته كل شيء)([215])

الإحصاء الوجداني:

إذا وعيت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن الإحصاء الثالث هو الانفعال والتأثر لها، نتيجة التعمق في معانيها، وهو ما يجعلك تتعامل بكل اسم بحسب ما يقتضيه من تعظيم وإجلال.

ولهذا ارتبط ذكر أسماء الله تعالى بالسجود الدال على التعظيم، كما قال تعالى في اسم الله [الرحمن]، ونفور المشركين منه لعدم إيمانهم به، وإحصائهم له: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا﴾ [الفرقان: 60]

والسجود يعني الانفعال الأعظم، والتأثر الأكبر، والذي لا يكتفي بالقلب، وإنما يسري إلى الجوارح، ويجعلها خاشعة خاضعة مستكينة ذليلة لخالقها.. ولذلك كان السجود علامة القرب، كما قال تعالى: ﴿كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ [العلق: 19]

ومن آثار الانفعال ـ أيها المريد الصادق ـ أن يجعلك غنيا بربك عمن سواه، ذلك أنك تجد في أسمائه الحسنى كل الطلبات التي تريدها.

ولذلك كان من الإحصاء دعاء الله بأسمائه الحسنى المرتبطة بالحاجات المختلفة، كما قال تعالى: ﴿وَلله الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ (الأعراف:180)

وذلك لأن الدعاء ـ في أصله ـ مقتضى من مقتضيات المعرفة بالله، فالمعرفة بأسماء الله وصفاته العليا هي التي تدعو إلى الثقة فيه، وهي التي تدعو إلى سؤاله، ولهذا نرى امتزاج أدعيته a بأسماء الله.

ومما يروى في الحديث أن رسول الله a كان جالسا ورجل يصلي، ثم دعا قائلا:


[215] الباحثون عن الله (ص: 451)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست