responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 12

ما دل عليه الدليل، ووافقت عليه الشريعة، ونصت عليه النصوص المقدسة، أو أشارت إليه.

وقد ذكرت لي أنك سترسل لي رسائل تطلب مني توضيح الطرق والمناهج المرتبطة بذلك، مثلما فعلت مع رسائلك حول مثالب النفس الأمارة.. وطلبت مني أن يتسع صدري لذلك، وألا يضيق بما قد أبديه لك من نقد أو عتاب حول ما قد تنفر نفسك منه، أو تشعر أنه يصطدم مع ما تفهمه من الشريعة ونصوصها المقدسة.

ثم ختمت رسالتك لي بطلب أن أذكر لك ما دلت عليه النصوص المقدسة من المجامع التي تجتمع فيها كل المناهج والمدارس والطرق الشرعية للسير إلى الله، حتى تكون معينة لك على فهم الطريق إجمالا، قبل معرفته تفصيلا.

وقد سرتني ـ أيها المريد الصادق ـ رسالتك كثيرا، وخاصة ما ذكرت لي فيها من عزمك على نقد ما تراه مخالفا للشريعة؛ وهذا ظني بك؛ فلا ينبغي للمريد الصادق مع الله أن يكون شيخه أولى عنده من ربه أو نبيه أو كتابه أو من جعلهم الله ممثلين للحقيقة وهداة إليها.

وجوابا لطلبك في هذه الرسالة أذكر لك أن الله تعالى ـ برحمته ولطفه ـ وفر لعباده ـ مراعاة لطبائعهم وأمزجتهم وعزائمهم ـ الكثير من المناهج والوسائل والطرق التي إن التزموها، سارت بهم إلى الله تعالى، ورفعت عن عيون قلوبهم كل الحجب التي تحول بينهم وبين الحقائق، ورفعت عن أنفسهم كل الموانع التي تحول بينها وبين إنسانيتها المكرمة، حتى قال بعضهم في ذلك: (لله طرائق بعدد أنفاس الخلائق)

ولذلك ترى السائرين إلى الله مختلفي الأذواق والأمزجة والمناهج.. ومع ذلك تجمعهم طريق الله الواحدة التي تصفي نفوسهم، وتهذب طباعهم، لتجعلها صالحة للحق،

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست