اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 13
كما عبر بعض الصالحين عن ذلك، فقال:
عباراتنا شتى وحسنك واحد
***
***
وكل إلى ذاك الجمال يشير
وقال الآخر مبينا الوئام الموجود لدى السائرين في طريق الله مقارنة مع النزاع
الموجود لدى المتكلمين والفلاسفة وغيرهم:
وكم
بين حذّاق الجدال تنازع
***
***
وما
بين عشّاق الحبيب تنازع
وعبر آخر عن ذلك بقوله: (تعدد وجوه الحسن، يقضي بتعدد الاستحسان)
بل
إن رسول الله a أشار إلى ذلك، فقال: (يصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقةٌ، فكل
تسبيحةٍ صدقةٌ، وكل تحميدةٍ صدقةٌ، وكل تهليلةٍ صدقةٌ، وكل تكبيرةٍ صدقةٌ، وأمرٌ
بالمعروف صدقةٌ، ونهيٌ عن المنكر صدقةٌ) ([1])
وقال:
(الإيمان بضعٌ وسبعون، أو بضعٌ وستون شعبةً: فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها
إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبةٌ من الإيمان) ([2])
وغيرها
من الأحاديث التي تدل على كثرة أبواب الخير، وأن كل من سلك بابا منها، يمكنه أن
يكون وسيلته إلى الله تعالى، ووسيلته إلى تهذيب نفسه.
واعلم
ـ أيها المريد الصادق ـ أن ابتغاء الوسائل المؤدية إلى تهذيب النفس وتزكيتها
وترقيتها واجب شرعي لا يقل عن الصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها.. ذلك أن
الإنسان لا يمكنه أن يتحول إلى الصيغة المراد أن يكون عليها، إلا بعد أن يقوم
بذلك.
وقد
صرحت النصوص المقدسة بوجوب استعمال كل الوسائل والمناهج المؤدية لذلك، كما قال
تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَابْتَغُوا
إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ