responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 109

سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ&﴾ [الملك: 1 - 3].

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن القرآن الكريم هو كتاب التمجيد الأعظم، فاحرص عليه، وتدبر آياته؛ ففيها كل ما يعرفك بربك، ويملأ قلبك بالمحبة له.

لكن الظفر بذلك قد يستدعي منك بعض المجاهدات والرياضات التي تمكن للمعاني القرآنية من التأثير في نفسك، وهي تشمل عقلك وقلبك وجوارحك.

تمجيد العقل:

فأول ما عليك ـ أيها المريد الصادق ـ لاستعمال هذه الوسيلة العظيمة من وسائل التزكية والترقية أن تبدأ بتنوير عقلك بالهدايات المرتبطة به؛ فعقلك جزء منك، ولا يمكنك تجاهله أو تجاهل تساؤلاته، أو الشبهات التي يعرضها عليك.

ولذلك خاطبه باللغة التي يفهمها، والأدلة التي يستوعبها، فقناعته بالحقائق ستسري لكل كيانك، وتؤثر فيه تأثيرا بليغا، بخلاف ذلك الذي يكتفي بأن يلهج لسانه بالمجد والثناء من غير تحقيق ولا تفكير ولا تأمل.

ولذلك إن قرأت قوله تعالى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى﴾ (الأعلى: 1)، فلا تكتف بالقراءة، وإنما تأمل وتدبر بعقلك عن حقيقة العلي الأعلى، وكيف كان الله تعالى وحده الحقيق بها، وسيدلك عقلك على أن العلي الأعلى هو الذي لا رتبة فوق رتبته، وجميع المراتب منحطة عنه.. وأنه الذي لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته.. وأنه ليس كمثله شيء في كل نعوته.. وأنه الذي قهر بعزته وعلوه الخلق كلّهم، فنواصيهم بيده، وما شاء كان لا يمانعه فيه ممانع، وما لم يشأ لم يكن.. فلو اجتمع الخلق على إيجاد ما لم يشأه الله لم يقدروا، ولو اجتمعوا على منع ما حكمت به مشيئته لم يمنعوه.

وهكذا إن قرأت قوله تعالى: ﴿سَبَّحَ لله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست