responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 110

(1) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ&﴾ [الحديد: 1 - 3]

فتأمل في هذه الآيات الكريمة بعين عقلك، وسترى كيف أنه سيردد من حيث لا يشعر ما قاله الشاعر الصالح:

الله قل وذر الوجود وما حوى ***   *** إن كنت مرتاداً بلوغ كمال
فالكل دون الله أن حققته ***   *** عدم على التفصيل والإجمال
واعلم بأنك والعوالم كلها ***   *** لولاه في محو وفي اضمحلال
من لا وجود لذاته من ذاته ***   *** فوجوده لولاه عين محال
والعارفون بربهم لم يشهدوا ***   *** شيئاً سوى المتكبر المتعال
ورأوا سواه على الحقيقة هالكا ***   *** في الحال والماضي والاستقبال

وهكذا إن قرأت قوله تعالى: ﴿هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ (الحشر:24)، وقال: ﴿ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ (الأنعام:102)، وقال: ﴿الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ (الزمر:62)

فلا تكتف بالقراءة المجردة، وإنما تأمله بعين عقلك، وسترى كيف يجعلك ترى كل شيء من تصميم الله وصناعته وخلقه.. فلا شيء إلا من الله.. ولا شيء إلا بالله.

وهكذا يمكنك أن تستعين بكل المعارف والعلوم؛ فكلها قطرات من بحر العلم الإلهي والقدرة الإلهية.. ولذلك تعلم علومها بهذه النية، ولا تكتف بما تفيدك به من شؤون الدنيا، وإنما اعبر منها إلى ربك.. فالذي خلق ما تراه قادر على خلق غيره.. فلا تحتجب بما تراه عما لا تراه، وإنما اعبر مما تراه إلى ما لا تراه.. فلا خير فيمن سكن في الحضيض، وهو

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست