اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 108
وهكذا
مثلها من آيات القرآن الكريم المتعلقة بحمد الله والثناء عليه وبيان صفاته
العظيمة، فهي لا شك أولى من غيرها من الآيات المتعلقة بالأحكام أو القصص أو
المواعظ، وإن كان القرآن الكريم كله كلام الله، ولكن موضوع الكلام له تأثيره في
الأفضلية.
ولهذا
اعتبر رسول الله a سورة الإخلاص ثلث القرآن الكريم، ففي الحديث أن رسول الله a قال لأصحابه يوما: (أيعجز
أحدكم أن يقرأ في ليلة ثُلثَ القرآن؟)، قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: (قل هو
الله أحد، تعدِلُ ثلث القرآن) ([180])
ولهذا؛
فإن لآيات الحمد والثناء منزلة خاصة في القرآن الكريم، ولهذا افتتحت به أول سورة،
كما افتتحت به أربع سور غيرها، وهي الأنعام، قال تعالى: ﴿الْحَمْدُ لله
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾
[الأنعام: 1]، والكهف، قال تعالى: ﴿الْحَمْدُ لله الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى
عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا﴾ [الكهف: 1]، وسبأ، قال
تعالى: ﴿الْحَمْدُ لله الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي
الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [سبأ:
1]، وفاطر، قال تعالى: ﴿الْحَمْدُ لله فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ
يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
[فاطر: 1]
ومثل
ذلك ما ورد بصيغة التبريك، وهو مثل الحمد، والذي افتتحت به سورتا الفرقان والملك، قال
تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ
لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ
يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ
شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ [الفرقان: 1- 2]، وقال: ﴿تَبَارَكَ
الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ
الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ
الْعَزِيزُ الْغَفُورُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ