اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 305
أمه
عند قبرها، وبكائه على عثمان بن مظعون، وبكائه على سعد بن ربيع، وغيرها) [1]
ونحب أن نختم هذه الروايات عن
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) والعترة الطاهرة بما ذكره بعض أهل العلم
المعاصرين ردا على من يتصور عبثية ذلك البكاء، أو ينكر عليه لمخالفته للشريعة، فقد
قال الشيخ عباس الاسماعيلي اليزدي في كتابه [ينابيع الحكمة] بعد أن أورد الكثير من
الروايات في فضل البكاء على الإمام الحسين : (ولكن مع الأسف قد أنكر بعض الجهّال
هذه الأحاديث، أو أوّلوها بما لا يلائم تلك الأحاديث الشريفة، وزعموا أنّ هذه
الأحاديث لو صحّت سينجرّ باقتراف المعاصي وتعطيل الأحكام) [2]
ثم ذكر أن هذا الموقف المجافي
للحقيقة وللإمام الحسين ، ناشئ من عدم إعمال العقل والتدبر في آثار ذلك البكاء،
والتي عبر عن بعضها بقوله: (عجبا كيف يتفوّه إنسان بهذه الكلمات الباردة مع العلم
بأنّ البكاء على سيد الشهداء من أعظم القربات وأهمّ الموجبات لإفاقة العاصين
وتوبتهم وهدايتهم إلى سواء الطريق، وما أكثر الحكايات التي شاهدناها أو نقلت إلينا
من القصص الدالّة على توبة عدد غير يسير من الفاسقين الذين لا يتورّعون عن ارتكاب
الذنوب، فتابوا وانطووا في عداد الصالحين، أو أفاقوا عن غفلتهم وشرعوا في التفكّر
في إصلاح أنفسهم)[3]
ثم بين أن أئمة أهل البيت لم
يقصدوا اختصار الشريعة في البكاء، وإنما اعتبروا البكاء وسيلة من وسائل التربية
تضاف إلى سائر الوسائل الشرعية ولا تلغيها أو تنوب عنها، فقال: (أضف إلى ذلك أنّ
أحدا من العقلاء ما قال: اذنب وابك لتغسل ذنبك! فإذا قال واحد مثلا: (إذا أصبت
بالزكام فإن القرص الفلاني يعالجه) ليس معناه: اذهب لتصاب بالزكام؛ فمن أهمّ