اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 111
بهذه الصلاة؟ فقال له الرجل:
منذ كذا وكذا، فقال: مثلك عند الله كمثل الغراب إذا ما نقر، لو مت مت على غير ملة
أبي القاسم محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، ثم قال: (إن أسرق الناس من سرق صلاته)[1]
وعنه قال: (الله إنه ليأتي على
الرجل خمسون سنة وما قبل الله منه صلاة واحدة فأي شيء أشد من هذا؟! والله إنكم
لتعرفون من جيرانكم وأصحابكم من لو كان يصلي لبعضكم ما قبلها منه لاستخفافه بها،
إن الله جل جلاله لا يقبل إلا الحسن، فكيف يقبل ما يستخف به)[2]
أما خشوعهم وخضوعهم لله
أثناءها؛ فكلهم كانوا مثلما كان الإمام الحسين في صلاته بكربلاء، عندما انشغل بها
عن كل تلك الجحافل التي اجتمعت لحربه، وقد روي أن الإمام
علي كان إذا حضر وقت الصلاة يتململ ويتزلزل ويتلون،
فقيل له: ما لك يا أمير المؤمنين؟!، فيقول: جاء وقت الصلاة، وقت أمانة عرضها الله
على السماوات والأرض، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها)[3]
وعن الإمام الصادق قال: (كان
علي إذا قام إلى الصلاة فقال: (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض) تغير لونه حتى
يعرف ذلك في وجهه)[4]
وقال الإمام زين العابدين يصف
صلاة الإمام الحسن : (إن الحسن بن علي عليهما السلام كان إذا قام في صلاته ترتعد
فرائصه بين يدي ربه جل جلاله، وكان إذا ذكر الجنة
[1] المحاسن : 1 / 162 / 232، روضة
الواعظين، الفتال النيشابوري، محمد بن أحمد، تحقيق وتقديم، السيد محمد مهدي،
قم،إيران، منشورات الرضي، د.ت، 349 .