responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 109

وكل هذه الروايات التاريخية لا تدل فقط على اهتمام الإمام الحسين بالصلاة؛ فذلك مما لا شك فيه، فمن شروط الإمام الأساسية كما ذكر القرآن الكريم الصلاة، فقد قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ﴾ [الأنبياء: 73]

وإنما تدل فوق ذلك على أن إقامة الصلاة ـ بالهيئة التي أمر الله تعالى بها ـ من قيم الدين الأساسية التي حاول الشيطان عن طريق أتباعه من المحرفين للدين أن يتلاعبوا بها، وقد روى المحدثون والمؤرخون الكثير من التصريحات من الصحابة وغيرهم على حصول ذلك، فقد وضع البخاري في صحيحه الذي يعتبر من أوثق مصادر الأحاديث في المدرسة السنية بابا بعنوان [باب تضييع الصلاة عن وقتها] روى فيه عن أنس بن مالك قوله: (ما أعرف شيئاً مما كان على عهد النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، قيل: الصلاة؟ !، قال: أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها)[1]

وروى فيه عن عثمان بن أبي رواد قال: سمعت الزهري يقول: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلت: ما يُبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئاً مما أدركت إلاّ هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيعت)[2]

ومن الأمثلة على ذلك التضييع ما رواه عباد بن عبد الله بن الزبير قال: لما قدم علينا معاوية حاجا قدمنا مكة قال: فصلى بنا الظهر ركعتين ثم انصرف إلى دار الندوة قال: وكان عثمان حين أتم الصلاة إذا قدم مكة صلى بها الظهر والعصر والعشاء الآخرة أربعا أربعا فإذا خرج إلى منى وعرفات قصر الصلاة فإذا فرغ من الحج وأقام بمنى أتم الصلاة حتى يخرج فلما صلى بنا معاوية الظهر ركعتين نهض إليه مروان بن الحكم وعمرو بن عثمان فقالا له:


[1] صحيح البخاري: 1 / 141.

[2] المرجع السابق.

اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست