responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 273

ينصروها بعد موتها، بعد أن حال الزمن بينهم وبين نصرتها في حياتها.

لقد كان أولئك الأبطال المتيمون بحبها، والذي سكبوا دماءهم الغزيرة على ثراها الطاهر، يدركون جيدا أن المشروع الذي يحمله الأمويون الجدد، ليس سوى امتداد لذلك المشروع القديم الذي حمله أسلافهم من الأمويين الأوائل الذين حرفوا الدين، وسفكوا الدماء، واستهانوا بكل أنواع القيم، بل حولوا الدين إلى أداة للدمار والحقد والكراهية.

وكان الأمويون الجدد يمارسون كل ذلك؛ فيقتلون ويدمرون ويحرقون باسم الدين.. بل إن من فصائلهم من كان يطلق عليه [أحفاد يزيد]، ومنهم من يطلق عليه [أحفاد الأمويين]، بل إن منهم من مارس حربه على الأموات، كما مارسها سلفه على الأحياء، فمنهم من راح يعبث بالمقام الطاهر للصحابي الجليل [حجر بن عدي] ذلك العاشق المتيم للإمام علي، والذي قتله معاوية بسبب ذلك العشق والهيام الذي جعله لا يستطيع أن يلبي ما دعاه إليه من سبه ولعنه.

ومن هؤلاء من راح يدمر كل مقام يجده أمامه، ليمحو من سورية تاريخها المجيد، حتى لا يبقى فيه إلا أولئك الصعاليك شذاذ الآفاق، أصحاب العقول المعطلة، وليس قبر النووي عنا ببعيد.. ذلك الذي أتيح له أن يكون مجاورا لبعض القرى التي احتلها الإرهابيون بريف درعا.

وقد كان قدوتهم في كل ذلك شيخهم محمد بن عبد الوهاب الذي سار مع تلاميذه وإخوانه وأحفاده لكل أثر من الآثار في الجزيرة العربية يمت للإسلام بصلة، يهدمونه، ويطمسون آثاره، حتى تأتي الأجيال اللاحقة، فلا تجد أي أثر للتاريخ الإسلامي.. بل إن منهم من هم بإخراج قبر رسول الله a نفسه.. بل إن منهم من أراد تفجير غار حراء وغيره من الآثار..

وهكذا كانت سنة الأمويين الجدد في الشام، لا تختلف عن مثيلتها في الجزيرة

اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست