اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 274
العربية، ذلك أن المبادئ واحدة، والمشروع واحد.. فالدولة
عندهم هي تلك الدولة التي تحطم الآثار، وتبيح الرق، وتستبيح الأعراض، ثم تكتفي من
الإسلام بأن ترفع شعار الوحدانية ملفوفا في خرقة سوداء كسواد قلوبهم.
ولا يظنن ظان أن
ذلك الوعيد الذي وجه لمقام السيدة زينب كان خاصا بالسلفيين الذين يعتبرون المقامات
والأضرحة أصناما يجب تحطيمها، بل إن الإخوان المسلمين السوريين أيضا أدلوا بدلوهم
في هذا، وتوعدوا ذلك المقام الطاهر، بنفس ما توعد به السلفيون، ولا أزال أذكر جيدا
الناطق الرسمي باسم الإخوان المسلمين في سورية، وهو يطل على بعض القنوات، مستعملا
كل وسائل الدهاء، ليبين أن ذلك المقام ليس مقامها، ولا صلة لها به، وكأنه يشجع
الإرهابيين الذين قد يكون فيهم بعض الورع حتى لا يتوروعوا في هدمه ونبشه..
لا أملك في
الأخير إلا أن أهنئ سورية بذلك المقام الطاهر الذي حفظته وأكرمته عبر الأجيال
الطويلة، حتى جاء اليوم الذي رد لهم فيه ذلك الجميل، فكان سببا في حمايتهم،
والدفاع عنهم.
وهنيئا للمصريين
عشاق بيت النبوة بذلك المقام الآخر لزينب ببلادهم، والذي كان سببا أيضا في
حمايتهم، ولفترات طويلة من التاريخ كان آخرها ذلك المشروع الذي دبر بليل، واستطاعت
مصر بأوليائها وأهل بيتها أن تخرج منه من غير أن يصيبها أي أذى.
أما نحن في
بلادنا، فحتى ولو لم يكن لنا الشرف باحتضان تلك الأجساد الطاهرة؛ فإن قلوبنا جميعا
تمتلئ بمقاماتهم وأضرحتهم وأجسادهم وأرواحهم، ولا يزال الجزائريون يرددون في
زواياهم مخاطبين أهل بيت النبوة كل حين بما قاله الولي الصالح أبو مدين التلمساني:
تحيا بكم كل أرض تنزلون بها
كأنكم في بقاع الأرض أمطار
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 274