اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 137
a:
(تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك فاسمع وأطع)[1]
وفى الصحيحين عن
جناده بن أبى أمية قال: دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض قلنا: أصلحك الله حدث
بحديث ينفعك الله به سمعته من رسول اللa قال:دعانا النبى a فبايعناه فقال: فيما أخذ علينا أن بايعنا على
السمع والطاعة فى منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسؤنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله
إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان)[2]
وورد في الحديث
منهج التعامل مع هذا الحاكم المستبد وهو قوله a:
(ألا من ولى عليه وال فرآه يأتى شيئًا من معصية الله فليكره ما يأتى من معصية الله
ولا ينزعن يدًا من طاعة)[3]
وهذه الأحاديث
كلها تبين المنهج الشرعي في التعامل مع الحاكم المستبد، وهو التفريق بين ما يأمر
به من طاعة، وما يأمر به من معصية، فيطاع في طاعة الله، ولا يطاع في معصيته، ولا
يخرج عليه أحد، وخاصة إن علم أن وراء خروجه ذلك فتنة وسفكا للدماء.
وهو ما فهمه
العلماء والمحققون من جميع المدارس الإسلامية، سواء من السنة أو الشيعة أو
الإباضية أو غيرها.. فكلهم يحرمون الخروج الذي يؤدي إلى الفتنة مثلما يحصل حاليا
في البلاد العربية.
والاستدلال بما
فعل الإمام الحسين سوء فهم لحركته وثورته، فهو لم يسفك دما، ولم يثر أي فوضى،
وإنما خرج بناء على أمر رسول الله a
طلبا للإصلاح في دين جده، وكان الأصل في الأمة جميعا أن تخرج معه، باعتباره الإمام
المنصب من رسول الله a نفسه كما ورد في
الأحاديث الثابتة عند السنة والشيعة.. لكن الظلمة منعوه من ذلك، وقاتلوه.