responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 138

والدليل على ذلك أن كل الأئمة من بعده سواء ممن تبنتهم المدرسة السنية أو الشيعية لم يجيزوا لأتباعهم الخروج على الظلمة والمستبدين، بل طلبوا منهم الصبر والنصيحة، بل حتى الإعانة على الحق، كما فعل يوسف عليه السلام مع محاولة إحداث التغيير وفق الطرق السلمية.

ومن أقوال المحققين من العلماء في المدرسة السنية ما روي عن الإمام أحمد بن حنبل صاحب المذهب الحنبلي، فقد روى حنبل قال: (اجتمع فقهاء بغداد فى ولاية الواثق إلى أبى عبدالله يعنى الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله) وقالوا له:أن الأمر قد تفاقم وفشا يعنون إطهار القول بخلق القرآن وغير ذلك ولانرضى بإمارته ولا سلطانه ! فناظرهم فى ذلك وقال: عليكم بالإنكار فى قلوبكم، ولاتخلعوا يدًا من طاعة، ولاتشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم وانظروا وعاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح ويستراح من فاجر، وقال: (ليس هذا ـ يعنى: نزع أيديهم من طاعته ـ صوابًا هذا خلاف الآثار)[1]

مع العلم أن أهل الحديث الذين اجتمعوا للإمام أحمد كانوا مجمعين على كفر القول بخلق القرآن، وكانوا يعتبرون المأمون كافرا بسبب ذلك، بل مصرحا بالكفر وداعيا إليه، ومع ذلك أمرهم بالطاعة.

ومثل ذلك روي عن كبار أئمة المدرسة السنية المتقدمين، فعن الحسن البصرى قال فى الأمراء: (هم يَلُون من أمورنا خمسًا الجمعة والجماعة والعيدين والثغور والحدود، والله لا يستقيم الدين إلا بهم وإن جاروا وظلموا، والله لَمَا تُصلح الله بهم أكثر ما يفسد، مع أن


[1] الخلال فى السنة، ص : (133)، والآداب الشرعية لابن مفلح، (1/195).

اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست