اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 136
لأولئك الظلمة الذين كانوا يؤذون المؤمنين.
وهكذا نجد ما
قصه علينا عن الأمم الأخرى، فموسى عليه السلام الذي كان معه الآلاف المؤلفة من بني
إسرائيل لم يقاتل فرعون، بل كل ما فعله هو دعوة فرعون، ثم الفرار بقومه من بطشه.
بل إننا نجد في
القرآن الكريم دعوة إلى السلم، وعدم مواجهة المعتدي علينا بنفس أسلوبه، وهي آيات
كثيرة جدا، من أوضحها قوله تعالى على لسان ابن آدم الأول: { لَئِنْ بَسَطْتَ
إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ
إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ
بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ
} [المائدة: 28، 29]
وهذا النص
الكريم الذي يبين المنهج الصحيح في التعامل مع الظلمة إن كانت لهم الغلبة، وهو ما
بنى عليه [جودت سعيد] مذهبه في اللاعنف، ونصح الحركة الإسلامية التي امتلأت
أدبياتها وسلوكياتها بالعنف، بأن تذهب مذهب ابن آدم الأول.
أما السنة
المطهرة، فلانجد فيها أي تحريض على الخروج والعنف، بل على عكس ذلك، نراها تأمر
بالصبر الجميل، ومحاولة تصحيح الأخطاء التي يقع فيها الحاكم الجائر، مع نصحه وعدم
مهادنته، وفي نفس الوقت تحريم الخروج المسلح عليه، والذي يؤدي إلى الفتنة وهدر
الدماء وتخريب البلاد.
ومن تلك
الأحاديث ما رواه مسلم فى صحيحه عن رسول الله a
أنه قال: (يكون بعدى أئمة لا يهتدون بهداى، ولا يستنون بسنتى، وسيقوم فيهم رجال
قلوبهم قلوب الشياطين فى جثمان إنس)، فقال له حذيفة:كيف أصنع يارسول الله إن أدركت
ذلك؟ فقال
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 136