اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 60
وقد
أشار إلى هذا الشيخ عبد الله جوادي آملي عندما ذكر أن الخميني استفاد من التدرّج
الذي حصل سابقاً في علاقة الفقيه بالأمة، والتي ابتدأت بعلاقة المحدِّث بالمستمع،
ثم تطورت إلى علاقة مرجع التقليد بالمقلدين إلى أن بدت تتضح معالم ولاية الفقيه في
الأبحاث العلمية، ويذكر أن الخميني قام بإنجاز عظيم حين أخرج بحث ولاية الفقيه من
دائرة الفقه إلى موقعه الأصلي في علم الكلام، وأن لذلك تأثيره الكبير في نجاح
الثورة الإسلامية، ذلك أن عموم الناس يهتمون للعقائد أكثر من اهتمامهم للفروع الفقهية،
وخاصة إذا وقع الخلاف فيها.
ونحب
أن ننبه هنا أيضا إلى أن ربط المسألة بعلم الكلام لا يعني إعطاء الفقيه منزلة فوق
منزلته، ذلك أن دور الفقيه لا يعدو النيابة عن الرسول a والأئمة في تنفيذ الأحكام الشرعية، كما نبه إلى ذلك الخميني
بقوله: (عندما نثبت نفس الولاية التي كانت للرسول a والائمة للفقيه في عصر الغيبة، فلا يتوهمن أحد أن مقام الفقهاء
نفس مقام الأئمة والنبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، لأن كلامنا هنا ليس عن المقام والمرتبة، وإنما عن الوظيفة، فالولاية
ـ أي الحكومة وادارة البلاد وتنفيذ أحكام الشرع المقدس ـ هي وظيفة كبيرة ومهمة،
لكنها لا تحدث للانسان مقاماً وشأناً غير عادي، أو ترفعه عن مستوى الانسان العادي.
وبعبارة اخرى فالولاية ـ التي هي محل البحث، أي الحكومة والادارة والتنفيذ ـ ليست
امتيازاً، خلافا لما يتصوره الكثيرون، وانما هي وظيفة خطيرة)[1]
ثم
وضح مرتبة ولاية الفقيه، وعلاقتها بالنبوة والإمامة؛ فقال: (ولاية الفقيه من
الأمور الاعتبارية العقلائية وليس لها واقع سوى الجعل، وذلك كجعل القيم للصغار،
فالقيم على الامة لا يختلف عن القيم على الصغار من ناحية الوظيفة والدور. وكأن
الإمام قد عين