responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 400

إلى ما بعد الموت وإلى القيامة الكبرى، ثم الى ما بعدها حتى الوصول إلى التنزيه وقطع الروابط بنزول الشدائد والعذاب بمختلف اشكاله في البرزخ وفي جهنم، وعدم التمكن من الارتباط بالشفيع، والاشتمال بالشفاعة، كلها أمور يؤدي التفكير فيها إلى إثقال كاهل الإنسان، ويدفع المؤمنين نحو الجدية في الإصلاح. ولا يمكن لأي شخص أن يدعي أنه يقطع بخلاف هذه الاحتمالات، إلا إذا كان شيطان نفسه قد تسلط عليه بدرجة عالية، حتى راح يتلاعب به، ويصده عن طريق الحق، فيجعله مُنكراً لا يفرق بين الضوء والظلام، وأمثال هؤلاء من عمي القلوب كثير. حفظنا الله من شرور أنفسنا) [1]

5 ـ القيم الروحية ومركزية القرآن الكريم:

من الخصائص المهمة التي نكتشفها في التراث العرفاني الذي تركه الخميني، ومن معه من قادة الثورة الإسلامية ذلك البعد عن الشطحات، أو الاهتمام بنقل قصص الكرامات والغرائب، أو الاهتمام بذكر الكشوف والمشاهدات وغيرها مما نجد أمثاله في التراث الصوفي.. بل نجده مهتما إما بالسلوك التحققي، أو بذكر المعارف مرتبطة بالقرآن الكريم خصوصا، مع تدعيمها بما ورد في الروايات والأدعية ونحوها.

ولهذا نجدهم يعطون مركزية للقرآن الكريم في التعامل مع الحقائق العرفانية، باعتباره مصدرا قطعيا معصوما، على خلاف الكشوف والمشاهدات الروحية التي قد لا تخلو من الشوائب والخلل.

وهذا لا يعني عدم اعترافهم بالشهود والكشف، ولا يعني كذلك عدم احترامهم لمن كتبوا في ذلك؛ فهم يستندون إليهم أحيانا، ولكنهم في نفس الوقت يعطون المركزية الكبرى للقرآن الكريم، ويجعلونها معيارا لنقد كل كشف أو شهود أو عرفان يخالفه.


[1] المرجع السابق، ص39.

اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست