اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 363
أفرغوا
خزائننا ورحلوا. فيجب علينا الآن جميعاً. وليست فئة واحدة، علينا جميعاً أن نسعى
ونحرك عجلات هذا البلد حتى تتحسن أوضاعه، إن الإسلام جعل لكم حقوقاً، وسوف يعطي
حقوق الجميع. الإسلام جعل حقوقاً للعمال من الرجال والنساء. لجميع النساء والرجال
المزارعين. وهو يكرمهم وسوف يرد لهم، دعوا الإسلام يحكم، لتتحقق جمهورية الإسلام
وأحكام الإسلام النورانية. لا تعبأوا بأولئك الذين لا يريدون لهذه العجلات أن
تدور، ولا يريدون لزراعتنا أن تسير أمورها، ومعاملنا أن تعمل، لاتصغوا إليهم ولا
تنخدعوا بهم ولا تفسحوا لهم المجال ليعملوا ما يريدون. إنهم يريدون خداعكم لينهبوا
ثروات هذا البلد، لينهبوا خزائن هذا البلد، ليكون الطريق مفتوحاً أمام من يريد مدّ
يده لينهب من هذه الخزائن. يجب أن تحولوا دون ذلك. علينا جميعا أن نمنع وقوع ذلك)[1]
وما
ذكره الخميني في تلك الأيام التي بدأت بها الثورة الإسلامية، ينطبق على فترات
كثيرة بعدها، حيث أن المستكبرين استعملوا كل وسائل التضييق على الجمهورية
الإسلامية الإيرانية، حتى تُتهم لاحقا بالتفريط في حقوق العمال، مع أن المشكلة
ليست في النظام، ولا في العمال، ولكن في الاستكبار العالمي الذي مارس كل أنواع
الحصار.
ومع
ذلك، ومع الحصار المرير، والحرب الضروس استطاع العمال الإيرانيون أن يوفروا حدا
أدنى من المعيشة أفضل بكثير أيام الشاه، الذي كانت تذهب أكثر الثروة الإيرانية فيه
لجيبه وجيب الاستكبار العالمي الذي خضع له خضوعا مطلقا.
وقد
أشار الخميني في خطاب له بعد أكثر من ست سنوات على انتصار الثورة الإسلامية ـ
وبحضور الخامنئي حين كان رئيسا للجمهورية ـ فقال ـ يعدد إنجازات الثورة في تلك
الفترة القصيرة المملوءة بكل أصناف التضييق ـ: (إنَّ ما أريد قوله للسادة القادمين
من