اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 362
وهو
يحذرهم من تلك الصرخات التي تحرضهم، وتدعوهم إلى الثورة، ليستعيد النظام البائد
بعد ذلك عافيته، ويحكم السيطرة عليهم؛ يقول: (لاتصغوا إلى الذين لايريدون لهذه
العجلة أن تدور. إنهم لايحبونكم، الإسلام العزيز هو الذي يهتم بكم ويحترمكم ويطالب
بحقوقكم ويعمل على إحقاقها. دعوا الإسلام يحكم، دعوا الجذور الفاسدة للاستبداد
والاستعمار تستأصل وتتلاشى، وليمنى الذين يريدون خدمة الأجانب بالخيبة والفشل)[1]
وهو
يذكر لهم أن الحكم الإسلامي لا يعني تهميشهم ـ كما يشيع المغرضون ـ بل إنه يعطي
الأولوية لهم، بل يجعل زمام الأمور بأيديهم، يقول: (إنكم إخوتنا، إنكم أعزتنا،
عليكم إدارة هذا البلد، أنتم من يستطيع الأخذ بهذا البلد إلى برّ الأمان. أنتم من
يستطيع في المصانع ادارة عجلة المصانع وانقاذ البلد. أنتم أيها الفلاحون من يستطيع
أن يحرك عجلة الزراعة، وفعاليتكم هي التي تستطيع تحقيق الزراعة بشكلها الصحيح،
فكما تعلمون أنهم خربوا الزراعة ودمروها، وعليكم أنتم الآن، بعد أن أصبح البلد
بأيديكم وقطعت أيدي الأجانب، أن تهتموا بزراعتكم، وأعطوا الحكومة الفرصة حتى
تساعدكم، تساعدكم بالمقدار الذي تستطيعه. وأنتم اخوتنا العمال، دعوا المعامل تعمل
ليمكن إعمار هذه البلد للجميع، أعطوا الفرصة لتعمل هذه المصانع وتدور عجلة البلد،
وإنكم جميعاً إخوة لنا، ونحن جميعاً في خدمتكم. أنتم من يستطيع إدارة البلد
والقضاء على هذه الفوضى)[2]
ثم
يذكر لهم الواقع المادي الذي تعيشه إيران بعد ثورتها، وأنه لا يسمح لها بالوفاء
بالحقوق المادية التي يستحقها العمال كما ينبغي، ولذلك يحتاجون إلى الصبر حتى تستعيد
البلد عافيتها، يقول: (كما تعلمون أن هؤلاء قد رحلوا تاركين البلد مضطراً. نهبوا
ورحلوا،