وبعد
هذه المقدمات العقدية التي تعود كل قادة الثورة الإسلامية أن ينطلقوا منها في
توضيح الحقائق ليربطوا الدنيا بالآخرة، والغيب بالشهادة، يذكر أن الشرف العظيم
للعمال مرتبط بالمسؤوليات العظيمة المناطة بهم، ذلك أنهم ـ كما يذكر ـ هم وراء
تقدم الدول وانحطاطها، وحال أعمالهم كحال الأعمال التي تنتج إما نارا أو جنة؛
يقول: (إذا اتجه بلد نحو التقدم، فإنه يسير باتجاه التطور بيدكم أنتم أيها العمال،
وإذا سار بلد باتجاه الانحطاط، فهو أيضاً يبدكم أنتم، إذ بعدم العمل أو بقلة العمل
أو بعدم الرغبة في العمل يسير البلد نحو الانحطاط؛ فالحكومة اليوم منكم، من
العمال، والبلد بلدكم. فلم يعد للأجانب تدخل فيه. لم يعد هناك كبت. لم يعد هناك
اختناق. لم يعد هناك نهب. البلد اليوم بلدكم، وأنتم مسؤولون عنه مباشرة. فإذا لم
تبذلوا الجهد في هذه المسؤولية، إذا لم تبذلوا الجهد في هذا الأمر الذي بعهدتكم،
وإذا لم تؤدوا ذلك الدّين الذي عليكم تجاه بلدكم وتجاه الإسلام، ستتحملون مسؤولية
ذلك)[2]
وهو
ـ خلافا لما عليه الفكر المادي، الذي تبنى عليه الأنظمة الوضعية ـ والتي تنطلق من
إغراءات مادية أو معنوية تقدمها للعمال قصد تحفيزهم، ينطلق الخميني من ذلك الفضل
العظيم الذي ورد في النصوص المقدسة حولهم، وتلك الأجور العظيمة التي ينالونها؛
فيقول:(إذا بذلتم جهدكم وأدرتم عجلة البلد، فإن لكم قيمة كبيرة عند الله تبارك
وتعالى؛ فالإسلام يجعل لكم قيمة كبيرة، ويعتبركم خُزَّان الأرض، فأنتم الأمناء على
خزائن الأرض، وعليكم إحياء الأرض)[3]