اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 271
لتنازع
المسلمين وتقاتلهم. هذه هي رسالة إرادة الفُرقة التي هي إرادة شيطانية؛ لكن نداء
الوحدة يدعو إلى تجاوز هذه الاختلافات، والاصطفاف معًا والتعاون بين المسلمين كافة)[1]
2 ـ
الموقف العملي من الاختلاف المذهبي:
لم
تكن تلك الكلمات التي أرسلها قادة الثورة الإسلامية وفقهاؤها حول احترام جميع
المذاهب الإسلامية، واعتبارها وأهلها جزءا أصيلا من الأمة الإسلامية، مجرد كلمات
لا معنى لها، بل كانت كلمات ذات معنى، ودلالتها تحققت في الواقع بأجمل صورها التي
لا نجد مثلها للأسف في واقع المدارس السنية نفسها.
وكمثال
على ذلك؛ فإن إيران تتواجد فيها ـ مثل جميع الدول الإسلامية ـ الكثير من الطرق
الصوفية، وفيها الكثير من الأضرحة المرتبطة بهم، ذلك أنها كانت مهدا للتصوف في
جميع مراحل تاريخها، ومع ذلك لم نسمع أن ضريحا فُجر، أو أن شيخا من مشايخ الصوفية
أوذي، أو ذبح، مثلما يحصل في الواقع السني، بل نجدهم على عكس ذلك يؤدون أورادهم،
ويقيمون مجامعهم بحرية لا يجدون لها مثيلا في كل الدول الإسلامية التي ينتشر فيها
العنف والتطرف.
وهكذا
نجد في المناطق السنية في إيران المدارس الفقهية، وبجنبها المدارس العقدية، التي
لا تزال تؤدي دورها كما أدته في سائر مراحل التاريخ، ولم يفرض عليها أحد أن تترك
تدريس مذاهبها، أو أن تتركها لتلتزم غيرها، ولم يرمها أحد بالبدعة مثلما يفعل
المتطرفون عندنا، والذين يرمون الزوايا والأزهر والقرويين والزيتونة بكونها مدارس
بدعة.
وسر
ذلك الأمن الذي تعيشه تلك المناطق هو تشدد النظام الإيراني مع المتطرفين،
[1] من خطاب
ألقاه الخامنئي بمناسبة ولادة الرسول الأكرم a، بتاريخ
17/12/2016، موقع الخامنئي.
اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 271