responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 272

الذين يحتكرون لقب [السنة] لهم؛ فلذلك يُمنعون من انفرادهم بمساجد خاصة بهم، حتى لا تصبح تلك المساجد مساجد ضرار، وهذا ما يفسر موقف السلطات الإيرانية من مسجد طهران الذي أغلق بسبب تحوله إلى مسجد ضرار، يجتمع فيه السلفيون، مثلما يجتمعون في المساجد الخاصة بهم في بلادنا ليثيروا الفتن.

وذلك التصرف الذي أثار ضجة كبيرة من المغرضين مبني على حكم الفقهي مرتبط بأمثال هذه المساجد عند جميع المدارس الإسلامية، وهو غلقها أو منعها أو هدمها، ائتمارا بما ورد في القرآن الكريم عن مسجد الضرار، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)﴾ [التوبة: 107، 108]

وورد في الكثير من المصادر السنية ما يبين كيفية تعامل رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم مع هذا النوع من المساجد؛ فقد جمع الحافظ ابن كثير في تفسير الآيتين السابقتين الروايات الكثيرة في ذل؛، فقال: (سبب نزول هذه الآيات الكريمات: أنه كان بالمدينة قبل مَقدَم رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم إليها رجل من الخزرج يقال له أبو عامر الراهبُ .. فلما قَدم رسولُ الله a مهاجرًا إلى المدينة، واجتمع المسلمون عليه، وصارت للإسلام كلمة عالية، وأظهرهم الله يوم بدر، شَرِق اللعين أبو عامر بريقه، وبارز بالعداوة، وظاهر بها، وخرج فارًّا إلى كفار مكة من مشركي قريش، فألَّبهم على حرب رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم .. ورأى أمرَ الرسول a في ارتفاع وظهور، فذهب إلى هرقل ملك الروم يستنصره على النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، فوعده ومَنَّاه، وأقام عنده، وكتب إلى جماعة من قومه من الأنصار من أهل النفاق والريب يعدهم ويُمنَّيهم أنه سيقدمُ بجيش يقاتل به رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ويغلبه ويرده عما هو فيه، وأمرهم أن يتخذوا له مَعقلا يقدم عليهم فيه من يقدم

اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 272
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست