اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 22
أيها
الشرفاء الوطنيون، أيها الوطنيون أصحاب الكرامة، اقرأوا موعظة إله العالم، واسلكوا
طريق الإصلاح الوحيد الذي اقترحه، واتركوا المصالح الشخصية كي تنالوا سعادة
الدارين جميعها، وتتمتعوا بالحياة الشريفة فيهما.. اليوم يوم هب فيه النسيم الروحي
الإلهي، وهو أفضل يوم للقيام الإصلاحي؛ فإذا فقدتم الفرصة، ولم تقوموا لله، ولم
تعيدوا المراسم الدينية، فسلّط عليكم غداً حفنة من التائهين الراكضين وراء
شهواتهم، ويجعلون شريعتكم وشرفكم عرضة لأغراضهم الباطلة، وما هو عذركم اليوم أمام
إله العالم؟! .. إنكم إذا لم تقوموا من أجل حقكم المشروع، نهض الحمقى الفاقدون
للدين، وبدأوا في كل ناحية يضربون على وتر عدم التدين، ولسوف يتسلطون عليكم ـ أيها
المتفرقون ـ قريباً تسلطاً يجعل أيامكم أصعب من زمان رضا خان)[1]
الثالثة:
الإسلاميون من ذوي التوجهات السلفية، والذين وقفوا منه موقفا سلبيا منذ البداية،
مع كونهم لم يعارضوا الشاه، ولا إيران في فترة علمانيتها، ولعل من أسباب ذلك تلك
المواقف الشديدة من قادة الثورة الإسلامية من النظام الملكي، واعتباره بدعة لا
علاقة لها بالإسلام، على عكس ما يذهب إليه فقهاؤهم الذين تحالفوا مع كل الأنظمة
الملكية.
ومن
أمثلة ذلك قول الخميني في أوائل كتبه السياسية: (إنّ الله تعالى يشير في هذه الآية
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59] إلى تشكيل الحكومة الإسلامية
حتى يوم القيامة. وواضح جداً أنه لم يوجب حاكمية أحد غير هؤلاء الثلاثة، ولأنه
أوجب على جميع أفراد الأمة طاعة أولي الأمر فإنه يجب البحث حول من هم أولو الأمر..
إن بعضهم يقول: إنهم الملكوك والأمراء! وإن الله أوجب على الناس طاع سلاطينهم
وملوكهم! وها نحن نحتكم إلى العقل الذي وهبه الله لنا.. إن إله العالم