اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 18
عواطف
الشعب إلى هذه الدرجة، فيقف المسلمون في طرف، وإيران في طرف! فوالله إن هذا مضر،
وعندئذ يظن الإخوة من أهل السنة أن الشيعة هم عبدة اليهود!)[1]
الثانية:
الإسلاميون من أبناء الحركات الإسلامية، وخاصة من ذوي التوجهات التقدمية، والذين
راحوا ينتقدون تولي الفقهاء لشؤون السلطة، ورأوا أن ذلك ليس شأنهم، بل تصوروه نوعا
من الاستبداد، وراحوا يصفونه بما يصفون به الدولة الدينية التي مثلتها الكنيسة،
وأساءت تمثيلها.
وقد
كان هؤلاء في بدايتهم يمثلون نفس الخط الذي كان يسير عليه قادة الثورة الإسلامية
الإيرانية، بل كان التواصل بينهم كبيرا إلى درجة أن بعضهم اعتبر الخميني مجدد هذا
العصر، بل اعتبره الخليفة الشرعي الذي يجب على المسلمين جميعا اتباعه.
وقد
ورد في كتاب [الإخوان المسلمون وإيران: الخميني – خامنئي]، أنه بعد نجاح الثورة الإيرانية
عام 1979، بادرت الجماعة وعدة جماعات إسلامية سنية أخرى إلى تهنئة الخميني، ومد يد
التعاون للعمل المشترك وفق مرجعية الثورة الإسلامية.
وذكر
أن وفدا من الإخوان زار طهران، وعارضوا استضافة الشاه في مصر، وناصروا إيران في
حربها ضد العراق، خاصة في بداية المواجهات، وبعد وفاة الخميني، سنة 1989، نعته
الجماعة واحتسبته (فقيد الإسلام الذي فجر الثورة ضد الطغاة)
لكنهم
ـ وبعد الحملة الشديدة التي قادتها السعودية ومصر ودول الخليج ضد إيران ـ تحولوا
تحولا جذريا، وصاروا ينتقدون هذا النظام، مع كونه يعبر عن طموحاتهم وأهدافهم.
ولم
يكن ذلك الانتقاد وليد بحث علمي، ولا تحقيق موضوعي، بل كان مجرد ردة فعل لا مسوغ
لها، ذلك أنهم كانوا يريدون من الخميني أن يتخلى عن تشيعه ومذهبه الذي