اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 19
ربي
عليه، ويصبح مالكيا أو شافعيا حتى يتحقق رضاهم عنه.
وقد
عبر عن ذلك سعيد حوى ـ زعيم الإخوان المسلمين في سورية حينها ـ حين قال: (عندما
أنتصر الخميني ظن المخلصون في هذه الأمة أن الخمينية إرجاع للأمر إلى نصابه في حب
آل بيت رسول الله وتحرير التشيع من العقائد الزائفة والمواقف الخائنة، خاصة وأن
الخميني أعلن في الايام الأولى من انتصاره أن ثورته إسلامية وليست مذهبية، وأن
ثورته لصالح المستضعفين ولصالح تحرير شعوب الأمة الإسلامية عامة ولصالح تحرير
فلسطين خاصة، ثم بدأت الأمور تتكشف للمخلصين، فإذا بالخميني هذا يتبنى كل العقائد
الشاذة للتشيع عبر التاريخ، وإذا بالمواقف الخائنة للشذوذ الشيعي تظهر بالخميني
والخمينية، فكانت نكسة كبيرة وخيبة أمل خطيرة)[1]
مع
أن المواقف التي ذكرها الخميني بعد الثورة هي نفسها التي ذكرها بعد الثورة، ولم
يكن فيها أي غلو ولا شطط، وقد تطرقنا إلى ذلك بتفصيل في الجزء السابق من هذه
السلسلة.
وهكذا
كان الحال في الجزائر، حيث تأثر الحركيون الجزائريون بدعوة الخميني ومنهجه
وانتصاراته، لكنهم ـ للأسف ـ وبتأثير من السعودية والخليج انقلبوا على ذلك.
ومن
باب الشهادة لله، نذكر أن بعضهم، بل من كبارهم من بقي على نظرته للجمهورية
الإسلامية الإيرانية، ولنظامها، ولم يتأثر بذلك الضخ الإعلامي الكبير، ويتربع على
رأسهم شيخ الحركة الإسلامية في الجزائر الشيخ أحمد سحنون، الذي قال: (إنّ الإمام
الخميني عاش في المجد والفخار، وكان صادق العزم وصانع الصحوة الإسلامية)[2]
بل
رثاه بقصيدة قال فيها:
غاب
الخميني تباًّ لدنيا
تصاب
بالموت والدَّمار
[1]
الخميني: شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف، سعيد حوى، ص3.