اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 173
الشاه
(رضا بهلوي) في عام 1926م، حاول أن يتقرب من مصطفى كمال أتاتورك، وأن يقيم علاقات
جديدة معه، وكان متأثرا به تأثرا شديدا، ولذلك استعمل كل الوسائل لتحويل إيران إلى
نفس النمط الذي تحولت إليه تركيا الحديثة، ولولا مواجهة العلماء، وتأثيرهم في
الشعب الإيراني لتم له الكثير مما أراد.
ومن
تلك المظاهر التي حرص على الدعوة إليها إدخال التقاليد الغربية في اللباس والحفلات
وجميع شؤون الحياة، ولذلك كره الشعب الإيراني ـ بحكم تدينه أولا، وبحكم كراهيته
للشاه واستبداده ثانيا ـ تلك المظاهر، وراح يتعلق بالعلماء والمراجع الرافضين
لذلك.
ولهذا؛
فإن الدعوة لمواجهة التغريب ومظاهره المختلفة لم تلق أي ردود سلبية من طرف الشعب
الإيراني، بل إنه نفسه بادر للدعوة إلى مواجهتها، وخاصة بعدما تشبع بتلك الخطب
والبيانات الكثيرة التي كان يلقيها قادة الثورة الإسلامية، وخصوصا الخميني الذي لم
يكن يدع مناسبة إلا وينكر فيه على مظاهر التغريب والسفور والانحراف التي ينشرها
الشاه، عبر القوانين التي يضعها كل حين.
وقد
عبر الخميني عن ذلك الدور المشبوه الذي قام به الشاه لنشر المظاهر السلبية للتغريب
بحجة التمدن والتحضر؛ فقال: (في عهد هذا النظام (بهلوي) الذي كانت تتعالى فيه
الصيحات (النساء حرات، الرجال أحرار) ماذا كانت نشاطات المرأة؟ النشاط الذي
شاهدناه من النساء هو قيام مجموعة من النسوة بالذهاب إلى قبر رضا خان بذلك الوضع
المخزي لتقديم شكرهن لأنه حررهن، أما كيف حررهن وماذا فعل؟ فإنهن لا يفكرن بهذا..
لا يفكرن بأنه أرادهن أحرارا مع الرجال من دون أي ضوابط أخلاقية.. لتشارك النسوة
في تلك المجالس التي كانت تقام، وتظهر أمام أعين الرجال غير النزيهة بذلك الوضع.. إنهم
اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 173