ويذكر
الخميني أنه في الوقت الذي كان يسمح فيه بهذا النوع من الحرية، كان الاستبداد
والقمع ساريا في كل شؤون الحياة؛ يقول في ذلك متسائلا: (.. أي امرأة تمكنت أن
تتحدث عن قضايا الساعة، وأي رجل استطاع أن يكتب كلمة واحدة عن المشاكل التي يعاني
منها شعبنا بسبب تدخل الأجانب وعملائهم الداخليين؟.. وأي مطبوعة من مطبوعاتنا كانت
حرة؟ ومتى كان المذياع والتلفاز حرا؟ ومتى كان الناس والشبان وطلاب الجامعات وطلبة
العلوم الدينية أحراراً؟)[2]
ويجيب
عن هذه التساؤلات بقوله: (إن الحرية الواقعية المفيدة لمجتمعنا كانت مسلوبة تماما
خلال هذه الخمسين سنة التي شاهدت فيها مختلف القضايا؛ فالنسوة لم يملكن الحرية
لممارسة النشاط الاجتماعي أو التحدث عن المصائب التي يعانيها الشعب، والويلات التي
لحقت به من الشرق والغرب، ولم يسمح لهن بالتحدث ولا بكلمة واحدة عن مصائب الشعب من
الحكومات العميلة وما أصاب الشعب بسببه) [3]
وفي
نفس الوقت الذي اهتم فيه الشاه بإشاعة المظاهر الغربية، لم يهتم بتطوير بلاده في
النواحي التي كان عليها أن يستفيدها من الغرب، يقول في خطاب له عند بيانه لآثار
الشاه السلبية على المجتمع الإيراني: (إن هذا الشاه جعل ثقافتنا متخلفة بحيث
لايحصل شباننا على العلم التام والكافي هنا ويمسون بعد مدة من الدراسة مع كل ما
يرافقها من صعوبات وضغوط يمسون مضطرين للسفر إلى خارج البلاد لإكمال دراساتهم.. إننا
نملك دراسات جامعية منذ خمسين عاما أو أكثر، ونملك جامعة منذ أكثر من ثلاثين عاما،
ولكن ولأنهم
[1] منهجية
الثورة الإسلامية، مقتطفات من أفكار وآراء الإمام الخميني، ص 362 361..