اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 124
المذاهب
السنية، وإنما يطبقون دينا آخر غير الإسلام، ويبنون عليه كذلك كون إيران دولة
طائفية وأن دعواتها للوحدة الإسلامية لا تنسجم مع اعتبارها للمذهب الجعفري مذهبا
رسميا.
والذين
يطرحون هذه الشبهة، لا يعرفون المذهب الجعفري، ولا الأصول التي يعتمد عليها، ولا
الفروع التي نشأت عنها، ولو أنهم طالعوها من كتب الفقه القديمة والحديثة لعرفوا أن
هذا المذهب، وخاصة في شؤون الحياة المختلفة، لا يختلف كثيرا عن سائر المذاهب، بل
هو يتفق معها في أكثر الفروع، بالإضافة إلى أنه يمنح مساحة كبيرة للاجتهاد المبني
على القواعد الشرعية، والذي لا يخالف النصوص القطعية من الكتاب والسنة.
بالإضافة
إلى ذلك، فإننا نرى كل دولة من دول العالم الإسلامي تعتمد مذهبا رسميا، مع كونها
قد يكون فيها مذاهب أخرى، ومن الأمثلة على ذلك، أن السعودية ـ عبر هيئاتها الدينية
الرسمية ـ تتبنى المذهب الحنبلي بل السلفي المغالي، مع وجود شيعة كثيرين فيها.
وهكذا
نرى الجزائر وليبيا تعتبران المذهب المالكي مذهبا رسميا على أساسه تحدد الكثير من
الوظائف والفتاوى، مع وجود الإباضية فيها، ولكنها مع احترامها لها، تعتبرها أقلية،
ذلك أن المذهب الرسمي يعتمد على الأغلبية، لا على الأقلية.
ولهذا؛
فإن دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحتى يحدد الإطار المرجعي لحاكمية
الشريعة، ذكر المذهب الجعفري باعتباره مذهب الغالبية العظمى من سكان إيران، وهو
مذهب لا يختلف عن سائر المذاهب الإسلامية، لأنه يعتمد القرآن الكريم والسنة
المطهرة، بل يرى ضعف كل اجتهاد أو رواية تخالف القرآن الكريم والسنة القطعية.
وهذا
لا يعني تحقيره لسائر المذاهب الإسلامية، بل هو يحترمها، بل يطبق أحكامها الخاصة
بها في المدن التي تكون فيها، وهي أحكام لا تعدو بعض الفروع البسيطة المرتبطة
بالأحوال الشخصية.
اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 124