responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 303

ليستفيدوا منها مسائل للحياة، سواء في هذه الدنيا أو الحياة الأخرى)[1]

وهو يذكر أن الهدف من قراءة القرآن الكريم ليس فقط استنباط شؤون الحياة، وإنما قبل ذلك وبعده تزكية النفس وتطهيرها، وهو يستنبط هذا من قوله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [آل عمران: 164]، ويعلق عليها بقوله: (فقد تكون هذه هي الغاية من التلاوة، فالتلاوة تكون لأجل التزكية والتعليم، وتعليم الجميع.. تعليمهم الحكمة التي هي من هذا الكتاب أيضا، إذن فهدف البعثة هو نزول الوحي ونزول القرآن، وهدف تلاوة القرآن على البشر هو ليزكوا أنفسهم وينقذوا نفوسهم من هذه الظلمات، حتى تتمكن أرواحهم وأذهانهم بعد ذلك أن تفهم الكتاب والحكمة، فالهدف هو التزكية لأجل فهم الكتاب والحكمة فلا يستطيع أي إنسان وأي نفس أن تدرك هذا النور المتجلي من الغيب المتنزل إلى مرتبة الشهادة)[2]

وهو بهذا يرد على أولئك الحداثيين الذين ظهروا في عصره، وفي عصرنا، والذين راحوا يستعملون أهواءهم ومناهجهم البشرية في فهم القرآن الكريم، باعتباره نصا عاديا كسائر النصوص، وهو ما حرمهم من فهم القرآن، ذلك أنه لا يفهمه إلا من عرف مصدره، وعظمته.

ولهذا، فإن الخميني يرى أن كل التفاسير لا تمثل القرآن، أو لا يمكنها أن تحيط به، ذلك أنه كلام الله الذي يستحيل الإحاطة به، يقول في ذلك: (إن تفسير القرآن ليس من المهام التي يستطيع أمثالنا أداء حقها، بل إن علماء الطراز الأول ـ من العامة والخاصة ـ ألفوا على طوال التاريخ الإسلامي كتبا كثيرة في هذا الباب، ومساعيهم مشكورة بلا شك، ولكن كل


[1] المرجع السابق.

[2] المرجع السابق.

اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست