اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 302
يستفيد منها الفقهاء الكبار،
وهذه المائدة عامة للجميع، وكما أن هذه الطوائف تستفيد منه فإن فيه أيضا المسائل
السياسية والاجتماعية والثقافية والعسكرية وغير العسكرية، إذ أن جميعا موجودة في
هذا الكتاب المقدس)[1]
وهو يكرر هذا المعنى كل حين،
ليرد على أولئك الإخباريين الذين يتصورون أن القرآن الكريم لا يمكن تناوله إلا من
خلال العترة، ومثله أولئك السلفيين من المدرسة السنية الذين يحجرون فهم القرآن أو
تفسيره إلا للسلف، ولذلك يذكر أن (الغرض من نزول هذا الكتاب المقدس، ومن بعثة
النبي الأكرم هو لكي يصبح هذا الكتاب في متناول أيدي الجميع، حتى يستفيدون منه
بمقدار سعتهم الوجودية والفكرية)[2]
وهو يتألم لتقصير الأمة في
القرآن الكريم، أو تحريفها لمعانيها، فيقول: (ومع الأسف فلم نتمكن نحن ولا
البشرية، ولا علماء الإسلام الاستفادة من هذا الكتاب المقدس بالمقدار الذي ينبغي
الاستفادة منه)[3]
ويكرر دعوته للجميع بأن يحيوا
المعاني القرآنية بالتدبر والاعتبار ليستنبطوا منها كل شؤو ن الحياة، فيقول: (يجب
على الجميع استخدام أفكارهم، وتسخير عقولهم نحو هذا الكتاب العظيم حتى نتمكن من
الاستفادة منه بمقدار استعدادنا وكما هو عليه، فالقرآن جاء لتستفيد منه جميع
الطبقات كل بمقدار استعداده، وطبعا فإن بعض الآيات لا يمكن أن يفهمها إلا رسول
الله a والمتعلم بتعليمه ويجب علينا
فهممها بواسطتهم، وإن الكثير من الآيات الأخرى هي في متناول أيدي الجميع، حيث يجب
عليهم استخدام أفكارهم وعقولهم