اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 304
واحد منهم لم يقم بأكثر من تفسير
احد وجوه القرآن الكريم وفقا لتخصصه والوقت الذي كان لديه وحتى هذا فليس من
المعلوم انه كان بشكل كامل)[1]
ثم راح يستعرض نماذج عن ذلك من
التفاسير المختلفة التي ألفها العلماء من المدرستين السنية والشيعية، مبينا أنها
جميعا مجرد فهوم محدودة، وأن عطاء القرآن الكريم دائم التنزل، لا ينفذ أبدا، وأنه
لا يحتاج سوى الوعاء الطاهر الذي يتقبل معانيه، ويتحمل تنزلاته.
وهو يرد على أولئك الذين لم
تكتمل لديهم أدوات التفسير، وإنما راحوا يتطفلون على القرآن، ويحملونه ما لا
يحتمل، فيقول: (وقد ظهر في الآونة الأخيرة أشخاص ليسوا من أهل التفسير أصلا أرادوا
تحميل ما لديهم من أفكار على القرآن والسنة، حتى إن فئة من اليساريين والشيوعيين
عمدت إلى التمسك بالقرآن أيضا لنفس أهدافهم التي لهم، وهؤلاء لا علاقة لهم أصلا
بالتفسير ولا بالقرآن، فما يريدونه هو خداع شبابنا بما يقدمونه لهم على أنه هو
الإسلام)[2]
وبناء على ذلك يفرق بين التدبر
الشخصي للقرآن الكريم، وبين تفسيره، والذي لا يحق لأحد أن يتجرأ عليه ما لم تكتمل
لديه أدواته، فيقول: (لا ينبغي للذين لم يصلوا بعد إلى المستويات العالية من
النضوج العلمي أن يدخلوا مضمار التفسير، فلا ينبغي للشباب، غير المطلع على هذه
المسائل، وعلى المعارف الإسلامية، والذين لا إطلاع لهم على الإسلام ـ اقتحام ميدان
تفسير القرآن، وإذا حدث أن تطفل أمثال هؤلاء لغايات وأهداف معينة، فلا ينبغي
لشبابنا أن يولوا أهمية، أو يقيموا وزنا لمثل هذه التفاسير، فمن الأمور الممنوعة
في الإسلام التفسير بالرأي كان يعمد أيا كان إلى فرض آرائه على القرآن، فليطبق
المادي أفكاره