responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 549

وسنة نبيه حكمة، وكل ما ذكر من التفضيل فهو حكمة، وأصل الحكمة ما يمتنع به من السفه، فقيل للعلم حكمة، لأنه يمتنع به، وبه يعلم الامتناع من السفه وهو كل فعل قبيح، وكذا القرآن والعقل والفهم)[1]

والحكمة بذلك تعني ـ عنده ـ العلم، وإنما ذكر الحكمة مع كون العلم مغنيا عنها ـ كما يقول القرطبي (اعتناء بها، وتنبيها على شرفها وفضلها)

المقرونة بالكتاب: أكثر الأقوال في الحكمة المقترنة بالكتاب أنها (السنة)، قال الشافعي:(الحكمة سنة رسول الله a وهو قول قتادة، قال أصحاب الشافعي:(والدليل عليه أنه تعالى ذكر تلاوة الكتاب أولاً وتعليمه ثانياً ثم عطف عليه الحكمة، فوجب أن يكون المراد من الحكمة شيئاً خارجاً عن الكتاب، وليس ذلك إلا سنة الرسول a)، وقيل هي القضاء بالوحي، قال ابن القيم:(وتفسيرها بالسنة أعم وأشهر)[2]

ولكن هذا قد يعارض بقوله تعالى مثلا في المسيح u: ﴿ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ﴾ (آل عمران:48)، وبقوله في إبراهيم u: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً﴾ (النساء:54)

حقيقة الحكمة والعلوم المتفرعة عنها: انطلاقا مما سبق فإنا نرى أن المراد بالحكمة في أصلها الأول، وغايتها القصوى، هي الفهم عن الله، كما قال تعالى: ﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً﴾ (الانبياء:79)

فقد جعل الله تعالى الفهم قرينا للعلم، وأخبر بأنه فهم سليمان u، وأن حكمه كان نتيجة للفهم لا لمجرد العلم.


[1] القرطبي: 3/330.

[2] مدارج السالكين: 2/472.

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 549
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست