responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 548

الحسن:(الحكمة الورع) وكأنه فسرها بثمرتها ومقتضاها.

ومن الأقوال فيها أنها (معرفة الأشياء بحقائقها)، وفيهذا إشارة إلى أن إدراك الجزئيات لا كمال فيه لأنها إدراكات متغيرة، فأما إدراك الماهية، فإنه باقٍ مصون عن التغير والتبدل.

ومن الأقوال فيها أنها (الإتيان بالفعل الذي عاقبته محمودة)، وقيل:(هي الاقتداء بالخالق سبحانه وتعالى في السياسة بقدر الطاقة البشرية وذلك بأن يجتهد بأن ينزه علمه عن الجهل وفعله عن الجور وجوده عن البخل وحلمه عن السفه)[1]

وعرفها الفخر الرازي بأنها (اسم لكل علم حسن، وعمل صالح)، قال:(وهو بالعلم العملي أخص منه بالعلم النظري وفي العمل أكثر استعمالاً منه في العلم، ومنها يقال أحكم العمل إحكاماً إذا أتقنه وحكم بكذا حكماً)

قال ابن القيم:(وأحسن ما قيل في الحكمة قول مجاهد ومالك إنها معرفة الحق والعمل به والإصابة في القول والعمل وهذا لا يكون إلا بفهم القرآن والفقه في شرائع الإسلام وحقائق الإيمان)[2]

وقد عرفها هو بقوله:(الحكمة حكمتان علمية وعملية، فالعلمية الاطلاع على بواطن الأشياء ومعرفة ارتباط الأسباب بمسبباتها خلقا وأمرا قدرا وشرعا، والعلمية هي وضع الشيء في موضعه)

وقال القرطبي معلقا على الأقوال السابقة:(وهذه الأقوال كلها ـ ما عدا السدي والربيع والحسن ـ قريب بعضها من بعض، لأن الحكمة مصدر من الإحكام وهو الإتقان في قول أو فعل، فكل ما ذكر فهو نوع من الحكمة التي هي الجنس، فكتاب الله حكمة،


[1] الفخر الرازي: 3/396.

[2] مدارج السالكين: 2/478.

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 548
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست