responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 190

ومثل هذا ما يروى عن أم سُليم، وهي إحدى السابقات إلى الإسلام، أنه لما قتل زوجها وكانت شابة حدثة، فقالت: لا أفطم أنسًا حتى يد الثدي، ولا أتزوج حتى يجلس في المجالس ويأمرني، فوفت بعهدها وبرت بولدها، ثم لما قدم a المدينة وكبر أنس أرسلت به إلى رسول الله a ليخدمه ويتعلم من أدب النبوة ويعلمها.

قال أنس يذكر مظهرا من مظاهر تربية أمه له: مرَّ بي رسول الله a وأنا ألعب مع الصبيان فسلم علينا، ثم دعاني فبعثني إلى حاجة له فجئت وقد أبطأت عن أمي، فقالت: ما حبسك؟ أين كنت؟ فقلت: بعثني رسول الله a إلى حاجة فقالت: وما هي؟ فقلت: إنها سر، فقالت:(أي بني، لا تحدث بسر رسول الله a)

وكان أنس يعرف لها تلك المنة ويقول:(جزى الله أمي عني خيرًا، لقد أحسنت ولايتي)

وقد ضرب القرآن الكريم المثل بدور الأم الخطير بقصة موسى u، فقد كان في أول طفولته تحب رعاية أم وصلت من الشفافية الروحية إلى درجة أن أوحى الله تعالى إليها، قال تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (القصص:7)

ثم تلقفته يد أخرى لها من الإيمان العظيم ما جعلها تقول: ﴿ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (التحريم:11)

وأصبحت بذلك مثلاً ضربه الله للرجال والنساء المؤمنين، قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ ﴾(التحريم:11)

ومن نماذج الأمهات الصالحات في القرآن الكريم أم مريم التي نذرت ما في بطنها محررا لله، خالصا من كل شرك أو عبودية لغيره، داعية الله أن يتقبل منها نذرها، قال تعالى: ﴿ إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست