اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 130
بل كان a يتعامل مع هذا
الجديد معاملة خاصة دالة على مبلغ الشعور بالنعمة، فقد كان إذا استجد ثوبا سماه
باسمه عمامة أو قميصا أو رداء ثم يقول:(اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك خيره
وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له)[1]
وفي حديث آخر يجمع بين الحمد والتبري من الحول والقوة ليخلص الحمد بذلك لله تعالى، قال a:(من لبس ثوبا فقال: الحمد لله
الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر الله له ما تقدم من
ذنبه)[2]
فإذا رجع إلى بيته كان أول ما يقول:(الحمد لله الذي كفاني وآواني، والحمد
لله الذي أطعمني وسقاني، والحمد لله الذي من علي، أسألك أن تجيرني من النار)[3]
فإذا عبد الله حمد الله على نعمة التوفيق، فقد كان a إذا أفطر قال:(الحمد لله الذي أعانني فصمت، ورزقني
فأفطرت)[4]
بل امتد حمد الله في الأذكار الشرعية حتى شمل نعمة الخلاء، فقد كان a إذا خرج من الخلاء قال:(الحمد
لله الذي أذاقني لذته، وأبقى في قوته، ودفع عني أذاه)، وفي ذكر آخر قال a:(غفرانك، الحمد لله الذي أذهب
عني الأذى وعافاني)[5]
وبما أن الأحوال لا نهاية لها، ولا يمكن إحصاؤها، فقد ورد الأمر بحمد لله في
كل الأحوال، واعتبار العمل الخالي من الحمد ممحوق البركة، قال a:(كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه
بالحمد لله أقطع)[6]