اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 81
إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل ـ يقصدون الرسول a ـ
الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا وقد فرّق جماعتنا وشتت أمرنا وإنما قوله كالسّاحر
يفرق بين الرجل وبين أبيه، وبين الرجل وبين أخيه، وبين الرجل وبين زوجته فلاتسمعن
منه شيئا، قال: فوالله ما زالوا بي حتّى أجمعت أن لاأسمع منه شيئاً ولا اكلمه،
حتّى حشوت أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفاً فرقاً من أن يبلغني شيء من قوله، وأنا
أريد أن أسمعه، قال: فغدوت إلى المسجد فإذا رسول الله a قائم
يصلي عند الكعبة.. فقمت منه قريبا فأبى الله إلاّ أن يسمعني بعض قوله.. فسمعت
كلاما حسنا.. فقلت في نفسي:(والله إني رجل لبيب شاعر ما يخفى عليّ الحسن من القبيح
فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول فإن كان الذي يأتي به حسناً قبلته، وإن
كان قبيحاً تركته)، فمكثت حتّى انصرف رسول الله a إلى
بيته فاتبعته حتّى إذا دخل بيته دخلت عليه فقلت: يامحمد قالوا لي كذا وكذا للذي
قالوا فوالله مابرحوا يخفونني أمرك حتّى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك، فأبى
الله إلاّ أن يسمعني قولك فسمعته قولاً حسناً، فاعرض عليّ امرك.
قال: فعرض عليّ رسول الله a الإسلام
وتلا عليّ القرآن فلا والله ما سمعت قولا أحسن منه ولا امراً أعدل منه. فأسلمت
وشهدت شهادة الحق)[1]
وقد حكى القرآن الكريم بعض ما كان يمارسه الكفار من
أساليب الهمجية في الحوار معه فقال تعالى:﴿ وَعَجِبُوا
أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ
أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ وَانطَلَقَ
الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنْ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا
لَشَيْءٌ يُرَادُ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا
إِلَّا اخْتِلاقٌ﴾ (صّ:7)
لكن الرسول a يجيبهم بكل هدوء يطلب
منهم إبداء الدليل على ما هم عليه من