responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 68

بعضها)[1]

التجرد للحق: وذلك بأن يكون هدف المحاور الوصول إلى الحق بغض النظر عن الواصل إليه، يقول الغزالي في بيان الحال الذي ينبغي أن يكون عليه المناظر:(أن يكون في طلب الحق كناشد ضالة لا يفرّق بـين أن تظهر الضالة على يده أو على يد من يعاونه ويرى رفيقه معيناً لا خصماً ويشكره إذا عرفه الخطأ وأظهر له الحق، كما لو أخذ طريقاً في طلب ضالته فنبهه صاحبه على ضالته في طريق آخر فإنه كان يشكره ولا يذمه ويكرمه ويفرح به)[2]

ج ـ الاعتراف بالآخر:

وهو من أهم الأسس النفسية، لأن المحاور الذي يحتقر غيره، ويتكبر عليه ولا يعترف به يمنعه كل ذلك من الإصغاء له أو تفهم حجته والإجابة عليها.

وقد علمنا القرآن الكريم أدبا أرفع من مجرد الاعتراف بالمحاور، هو أدب احترام المحاور، قال تعالى:﴿ قُلْ لا تُسْأَلونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (سـبأ:25)

فالله تعالى أضاف الإجرام إلى المؤمنين، ولم يذكره في حق غيرهم، بل ذكر بلفظ العمل احتراما للطرف الآخر، حتى لا يمنعه نسبة الإجرام إليه من النظر في الحق والبحث عنه.

وأقل الأحوال في الاعتراف بالآخر أن يرى تساويه معه في البحث عن الحق، قال تعالى مشيرا إلى هذا المعنى:﴿ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ (سـبأ:24)، قال الرازي تعليقا على الآية:(هذا إرشاد من الله لرسوله إلى المناظرات الجارية في العلوم وغيرها وذلك لأن أحد المتناظرين إذا قال للآخر هذا الذي تقوله خطأ وأنت فيه


[1] إحياء علوم الدين: 4/374.

[2] إحياء علوم الدين: 1/44.

اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست