responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 67

ويذكر الغزالي عن بعض المريدين أنه كان يطوف على العلماء يقول:(من يدلني على عمل لا أزال فيه عاملاً لله تعالى، فإني لا أحب أن يأتي عليّ ساعة من ليل أو نهار إلا وأنا عامل من عمال الله)، فقيل له:(قد وجدت حاجتك فاعمل الخير ما استطعت فإذا فترت أو تركته فهم بعمله فإنّ الهام بعمل الخير كعامله)[1]

ويذكر عن بعضهم أنه نادى امرأته وكان يسرح شعره أن هات المدرى، فقالت: أجيء بالمرآة؟ فسكت ساعة ثم قال: نعم، فقيل له في ذلك فقال: كان لي في المدري نية ولم تحضرني في المرآة نية فتوقفت حتى هيأها الله تعالى.

ويذكر عن طاوس أنه كان لا يحدّث إلا بنية، وكان يسأل أن يحدّث فلا يحدّث، ولا يسأل فيبتدىء فقيل له في ذلك قال: أفتحبون أن أحدّث بغير نية؟ إذا حضرتني نية فعلت.

ويحكي عن داود بن المحبر أنه لما صنف كتاب العقل، جاءه أحمد بن حنبل فطلبه منه فنظر فيه أحمد صفحاً ورده فقال:(مالك ؟)، قال:(فيه أسانيد ضعاف)، فقال له داود:(أنا لم أخرجه على الأسانيد، فانظر فيه بعين الخبر إنما نظرت فيه بعين العمل فانتفعت)، قال أحمد: فرده عليَّ حتى أنظر فيه بالعين التي نظرت فأخذه ومكث عنده طويلاً ثم قال:(جزاك الله خيراً فقد انتفعت به)

يقول الغزالي معلقا على هذه الأخبار وغيرها:(وكانوا لا يرون أن يعملوا عملاً إلا بنية لعلمهم بأن النية روح العمل وأن العمل بغير نية صادقة رياء وتكلف وهو سبب مقت لا سبب قرب، وعلموا أن النية ليست هي قول القائل بلسانه: نويت، بل هو انبعاث القلب يجري مجرى الفتوح من الله تعالى، فقد تتيسر في بعض الأوقات وقد تتعذر في


[1] إحياء علوم الدين: 4/319.

اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست